الحزب الشيوعي يرفض ويستنكر تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة
متابعات/ الرائد نت
رفض الحزب الشيوعي تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش وقال الحزب نرفض ونستنكر مثل هذه التصريحات خاصةً إذا صدرت من شخص يشغل موقعاً هاماً في مؤسسة دولية مهمة تضم أكثر من 190 دولة تشكل جملة عضوية الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأضاف معلوم أن هذه المؤسسة تستند على ميثاق واضح يشدد على احترام حقوق الإنسان الواردة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر في 10 ديسمبر 1948م والذي يحتفل فيه العالم كل عام لأهمية الحقوق الواردة في هذا الميثاق، ويعتبر الحفاظ على الديمقراطية والحكم المدني واحترام السيادة الوطنية أحد أهم القيم التي تدافع عنها مواثيق الأمم المتحدة والعهود الدولية ذات الصلة بالحريات وبالديمقراطية باعتبارها أهم ركائز الحكم الرشيد.
وأكد الحزب في تصريح للميدان أمس أن ليس من مهام الأمين العام مساندة وتشجيع الأنظمة الدكتاتورية والقمعية خاصة تلك التي تصل للحكم عن طريق الانقلابات العسكرية والتي تمارس القمع ولا تحترم كرامة وحقوق الإنسان.
وكان المكتب السياسي للحزب الشيوعي استعرض في اجتماعه الدوري صباح أمس التطورات السياسية في البلاد، والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وللقانون الدولي الإنساني التي لا تزال تحدث في العديد من مدن السودان، بسبب الحراك الجماهيري وبسبب الانفلات الأمني وغياب سيادة حكم القانون في العديد من المناطق خاصةً في جبل مون ومنواشي ومناطق أخرى، كذلك استعرض المكتب السياسي مواقف بعض المؤسسات الإقليمية والدولية تجاه تطورات الأوضاع في البلاد، وتناول المكتب السياسي بصورة خاصة تصريحات السيد غوتيرش أمين عام الأمم المتحدة الذي دعا فيه القوى السياسية السودانية والشعب السوداني لقبول اتفاق عبد الفتاح البرهان مع حمدوك الذي يشرعن انقلاب 25 أكتوبر الماضي مضيفاً أن هذا القبول يتسق مع المنطق والعقل.
وقال المكتب السياسي يجب أن يتذكر الأمين العام للأمم المتحدة أن واجبه الذي يمليه عليه هذا الموقع الرفيع الوقوف مع الشعب السوداني في الرفض الكامل للإنقلاب والاتفاق السياسي الذي نتج عنه والسعي للتضامن والانحياز مع شعب السودان للعمل على استعادة الحكم الديمقراطي واستعادة الحريات الأساسية ووقف الحروب الدائرة في البلاد وتوفير الحياة الكريمة ومحاربة الفقر والأمراض، ومحاربة ثقافة الافلات من المساءلة والعقاب خاصةً في المجازر التي هزت ضمير العالم، مثل مجزرة فض الاعتصام أمام القيادة العامة والانتهاكات التي حدثت أثناء الحراك منذ اندلاع الثورة إلى تاريخ اليوم، وكذلك متابعة التزامات حكومة السودان بخصوص تسليم عمر البشير والمطلوبين الآخرين بواسطة المحكمة الجنائية الدولية عن جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب في دارفور إلى جانب مصير متابعة مصير المفقودين والجرحى من ضحايا القمع بواسطة أجهزة قمع حكومة الفترة الانتقالية..
واضاف إن العبارات والمفردات التي استخدمها أنطونيو غوتيرش تدل على الاستخفاف بوعي الشعب السوداني السياسي، حيث تجاهلت كلماته وبصورة مخلة تجارب الشعب السوداني وخبرته المتراكمة في الصراع مع الأنظمة الدكتاتورية والشمولية في تاريخه الطويل، كما يستشف من عباراته روح الوصاية المرفوضة من قبل الشعب. إن ممارسة الوصاية في قضايا لا تقبل التنازلات من شأنها أن تنتج عنها نتائج وخيمة لوحدة ومستقبل بلادنا، وبالتالي فإن الحزب الشيوعي السوداني يضم صوته إلى أصوات قطاعات واسعة من الشعب السوداني التي استنكرت تحذيرات ووصايا الأمين العام للأمم المتحدة.
في ذات السياق قرر المكتب السياسي إرسال خطاب في هذا الخصوص للأمين العام للأمم المتحدة، وكذلك إرسال خطابات منفصلة لمؤسسات إقليمية أخرى سارت على نفس هذا النهج، ومن بينها الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية وبعثة اليونيتامس في الخرطوم إلى جانب بعض البعثات الدبلوماسية للدول التي عبرت عن وقوفها مع الاتفاق السياسي في إطار الانقلاب المرفوض من مؤسسات دولية عديدة وكذلك من عدد كبير من الدول في كل أنحاء العالم ومن منظمات حقوق الإنسان الإقليمية والدولية.
وأضاف يأمل الحزب الشيوعي السوداني أن يراجع السيد أنطونيو غوتيرش مواقفه المعلنة تجاه الاتفاق الذي يكرس لحكم ديكتاتوري في بلادنا والانحياز عاجلاً إلى خيارات جماهير الشعب السوداني العادلة بخصوص التحول الديمقراطي في ظل حكومة مدنية مفوضة من الشعب، وإصدار التوجيهات اللازمة للوكالات التابعة للأمم المتحدة للوقوف مع الشعب السوداني لتحقيق تطلعاته المشروعة المتمثلة في إزاحة السلطة الانقلابية.
الخرطوم : نقلا عن الميدان