صحيفة الميدان كلمة العدد: الخروج من الأزمة الاعتماد على الشعب

0

الخرطوم الرائد نت

منذ انتفاضة سبتمبر 2013 والمجتمع الدولي يوسع اتصالاته مع القوى السياسية والعسكرية والمليشيات بهدف الدفاع عن مصالحه والمحافظة على مصالحه، وعندما نشير إلى المجتمع الدولي نحن لا نقصد فقط الحكومات الغربية وحلف الناتو، لكن نشير أيضاً إلى روسيا والصين الحكومات الاقليمية المتنفذة وصاحبة العلاقة الوحيدة مع النظام البائد وامتداداته الجديدة، أي القوى المعادية لثورة ديسمبر.
تتفق جميع الأطراف الدولية -غربية وشرقية وإقليمية- على أهمية توسيع القاعدة الاجتماعية للنظام البائد وذلك عبر إشراك قوى سياسية واجتماعية تتفق مصالحها بهذا القدر أو ذاك مع المصالح الأساسية للأطراف الدولية والإقليمية، لهذا وقفت هذه القوى مؤيدة لاتفاق برهان وحمدوك.
في وجه هذا الهجوم وقفت القوى الحية وبينها الحزب الشيوعي داعية إلى إسقاط وتفكيك وتصفية النظام، ثارت هذه القوى في تنظيم جماهير الشعب حول هذه الأهداف ونجحت في توحيد غالبية الجماهير حول الأهداف الرئيسية المتمثلة في الحرية (إسقاط النظام) تفكيكه (إزالة التمكين) والعدالة (التوزيع العادل للسلطة والثروة والسلام الحقيقي).
وتآمرت القوى الخارجية بأطرافها المختلفة لإجهاض الثورة، وعن طريق القوى المترددة قوى الحرية والتغيير نجحت في استبدال هدف السلطة المدنية الديمقراطية الكاملة بشراكة غير متكافئة بين اللجنة الأمنية وبعض الأحزاب السياسية في قوى الحرية والتغيير. ورغم المؤامرات والجرائم المستمرة والتي نفذتها اللجنة الأمنية منذ انقلاب القصر في 11 أبريل إلى أخر جرائمها ضد الإنسانية في المظاهرات والمواكب التي أعقبت انقلاب 25 أكتوبر وتوقيع اتفاق الخيانة في 21 نوفمبر إلا أن المجتمع الدولي – بأطرافه المختلفة- لا زال ينادي بنفس المشروع المبني على الشراكة مع اللجنة الأمنية بهدف الحفاظ على مصالحه.
في ظل هكذا وضع من المهم أن تتقدم القوى الحية -الحزب الشيوعي وحلفائه- بخطاب سياسي واضح ومتماسك وخطة طريق مبنية على لقاءات واسعة بغرض تحقيق التوافق السياسي الذي يرمي إلى تحقيق أهداف الثورة في السلطة المدنية الديمقراطية الكاملة، لكن هذا لن يتم دون وجود قيادة حقيقية وفعّالة للفترة القادمة تنبع من وسط جماهير الثورة وتستمد شرعيتها من الرجوع إلى المواثيق التي أبرمت في يناير 2019 بجانب ذلك لا بد للقوى الحية من أن تبني رؤية واضحة تجاه القوى التي قدمت العديد من التضحيات واستمرت في النضال بجسارة وشجاعة منقطعة النظير، هذه القوى المتمثلة في الشباب في لجان المقاومة من المهم أن تجد هذه القوى مكانها المصادم واللائق في رسم السياسات وتنفيذها.
الإسراع في تنفيذ الخطوات يساعد كثيراً في تخطي العقبات وتوحيد الجماهير وتنظيمها في الوصول إلى التحضير الجيد للإضراب السياسي العام والعصيان المدني ورمي السلطة الحالية في مزبلة التاريخ.

اترك رد