العقيد الركن ابراهيم الحوري يكتب: غل وتشفي

0

الخرطوم/ الرائد نت

بين نهاية العام المنقضي وبداية السنة الجديدة، خرج المئات من المتظاهرين إلى شوارع الخرطوم للمطالبة بإصلاحات حقيقية على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي، رافعين شعارات رنانة.. سلمية، سلمية.. وغيرها من الهتافات وكان التغيير والذي أظهر كذب الشعارات ولم تكن تظاهراتهم سلمية، ليس لنا اعتراض على التظاهرات فهي حق كفله الدستور ونص عليه القانون السوداني، وكذلك نصت عليه مواثيق حقوق الإنسان الدولية كحق أساسي، وهو جزء من حق التعبير عن الرأي.
ولكن القانون قيد خروج التظاهرات وجعل لها لوائح تهتدي بها ولكن ماظهر فيها من تخريب متعمد وتدمير للبنى التحتية وانفلات أمني غير مسبوق من قبل المتظاهرين وانتشار واسع للمخدرات وسلوكيات مخلة بالآداب وغيرها من الأفعال والتصرفات التي تعف عنها النفس السوية، وتبع ذلك كله استهداف واضح للأجهزة الأمنية وصل لحد القتل واستشهد الكثيرون في سبيل الوطن ضباطاً وضباط صف آخرهم
الرقيب ميرغني الجيلي الذي تم قتله بوحشيه والتمثيل بجسده الطاهر بغل وتشفي وهو أعزل وبالزي المدني أول أمس بالجهة الجنوبيه الغربيه من ميدان شروني لم يغترف ذنباً ولا جريرة إلا أنه عسكري يتبع للقوات المسلحة.أوقعه حظه العاثر في قبضة متفلتين انتزعت الرحمة من أفئدتهم وغاب الضمير من محيطهم.
صاح أحدهم وكأنه وجد الكنز هلموا هلموا وأرغى وأزبد بأن هذا يتبع للجيش
هجموا عليه بكل وحشية، أوسعوه ضرباً حتى كسروا عظامه وخلعوا ملابسه، جردوه منها قطعة قطعة حتى بانت سوآته في حادثة غريبة لاتشبه مجتمعنا. ترى من أين أتى هؤلاء الرعاع، الذين غابت الرحمة من قلوبهم ولا يعرفون لها طريقاً ، أليس فيكم رجل رشيد ، من يدعوهم للخروج في التظاهرات وفي كل تظاهرة تزهق نفساً، وتكلم أسرة ويصاب جندي ندخره لعاديات الزمان ويحرضهم على استهداف قواتنا المسلحة والشرطة والأمن، الشهيد ميرغني الجيلي الذي
فاضت روحه الطاهرة إلى بارئها تشكي ظلم ذوي القربى.
ذهب إلى ربه في حادثة تحدث عن فوضى تنذر بخطر عظيم يهدد النسيج الاجتماعي ويفت في عضد التراحم والتوادد الذي عرف به مجتمع السودان الفاضل، فلينتبه الجميع لهذا الخطر الماحق ولينتبه زارعو الفتنة وناشرو الكراهية بأنهم أول من سيحترقون بأفعالهم التي لاتشبه الشعب السوداني.
رحمك الله شهيدنا الجيلي وأدخلك فسيح الجنان.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.