من أعلى المنصة | ياسر الفادني يكتب: بالضبة والمفتاح !

0

الخرطوم/ الرائد نت

الضبة في اللغة العربية تعني مقلاق من الخشب ذو مفتاح ، والضبة هي تقوم مقام (كالون) الباب حاليا ، يتم صناعتها بطريقة هندسية لقفل الباب ويتم فتحها باداة إسمها المشط له عدة أسنان تمثل شفرة الفتح ويتم إدخالها عبر ثقوب مساوية لها ويتم صناعتها من خشب المهوقني أو السنط أو الابنوس كما كان قديما في السودان ، ولعل الضبة ذكرت في قديم الشعر العربي عندما أنشد أحدهم قائلا :

ألا ياليت للقبر ضبة ومفتاح حتى نهار العيد اعايد حبيبي

الضبة والمفتاح كمفهوم نحتاج لها في هذه البلاد في كثير من الممارسات نبداها من الممارسات السياسية الغير جديرة وغير رشيدة والتي أدت إلى فشل الحكم في هذه البلاد بكل طرقه وعلي ذلك فقس الوضع الاقتصادي والاجتماعي وحتى الأخلاقي محتاج بعض الظواهر فيه إلى قفلها داخل محبس بالضبة والمفتاح

لقاء السيد نائب رئيس المجلس السيادي برجال الأعمال والمصدرين السودانيين والتوافق من قبلهم له بمحاربة التهريب ونهج الطرق الرسميةبالذات في تصدير الذهب بالطرق الرسمية دون تهريبه هي بادرة طيبة منهم لكن هذا الوعد لايكفي !! وقيل : المال والذهب والنساء فيهن ( وعد عرقوب) ! ،لأن الثلاث مصدر لمسكن ومتعة الشيطان

مايخرج من هذه البلاد من الذهب بطريقة غير رسمية نسبته عالية ولعل هنالك شبكات وعصابات تنفذ هذا العمل بطريقة راتبة ومختلفة ومرتبطة بعملاء في الخارج لتسهيل المهمة والاستلام والبيع ، هذه الظاهرة خطرة جدا على اقتصاد البلاد

يجب عمل آليات جديدة لوقف تهريب الذهب وقانون رادع يحاكم المهربين ورصد ومتابعة كمية الذهب المنتج وأين تذهب ، ضرورة المراقبة القوية لكل المخارج المطارات والمواني والطرق البرية التي تربطنا ببعض الدول و أن تظهر الدولة جديتها وهيبتها في كبح هذه الظاهرة لكي لا تتطور هذه الجريمة

الضبة والمفتاح نحتاجها لقفل تكديس الذهب الكميات الكبيرة منه بالمنازل دون اتباع الطرق الرسمية في عمليات البيع ، أكثر من ٧٥ مصنعا لمخلفات الذهب و١٥ شركة امتياز جميعها لا أثر لها على اقتصاد البلاد ، هي كارثة كبري وهذا خلل كبير لان ما ينتجونه لا يخرج بالطرق الرسمية بل بالتهريب

هذا في الشأن الاقتصادي اما الشأن السياسي نحتاج لضبة ومفتاح لقفل أفواه (فولكر) وود (لبات) ومن شاكلهم ويجب أن يفهموا أنهم غير مرغوبين فيهم تماما دعوا السودانيين وشانهم و (زحوا بعيد) !

نحتاج لضبة ومفتاح للفوضي التي ظلت تحدث كل يومين من مواكب يدعون أنها سلمية وتكون النتيجة القتل والخراب ومعرفة من يقتل ومن يخرب ولا مجاملة في القانون

نحتاج لضبة ومفتاح لقفل الذين يطلقون الإشاعات هنا وهناك إشاعات كاذبة ومضللة تضر قيادات هذه البلاد وتشكل جانبا سالبا في اتخاذ القرار السياسي الدولي والاقليمي الرأي العام الداخلي وما اكثرهم في الفترة الأخيرة

السؤال الذي اطرحه ؟ اذا وجدت الضبة والمفتاح من يغلق ؟ اذا لم يكن الذي يغلق الضبة والمفتاح قويا وأمينا وصادقا ونظيفا وتقيا لا ظالما ولا متجبرا ولا متغطرسا ويحب شعبه ويحبونه لا تنفع الضبة ولا المفتاح ويخرج من يقفل بها با (الجابسي) او ( بالشرمة ) وما أكثر( الشرمات) و(الجابسيهات) في هذه البلاد .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.