خارج السياق | مديحة عبدالله تكتب: هندسة المصالح الدولية
متابعات/ الرائد نت
قدمت السيدة عائشة البصيرى تحليلًا عميقًا للحرب في أوكرانيا، وغاصت في أروقة مجلس الأمن، وتحكم الخمسة الكبار في مصير العالم (بالفيتو) في مقال جاء بعنوان (بوتين ورجال الشرطة الخمسة في الأمم المتحدة)، وذلك من واقع معرفتها اللصيقة بكيفية اتخاذ القرارات الكبيرة في المجلس وكيف تستخدم الدول القوية حق الفيتو لخدمة مصالحها، دون كبير اعتبار لما يتم التشدق به في أحيان كثيرة حول السلام العالمي.
لقد وّظف الرئيس الروسي رئاسة بلاده لمجلس الأمن خلال شهر فبراير (حتى يُظهر للعالم أن المنظمة وميثاقها يمنحانه حق تعطيل مشروع قرار يدين بأشد العبارات خرق بلاده هذا الميثاق، ولم تكن هذه المرة الأولى التي ترفع فيها موسكو ورقة الفيتو الحمراء ضد مشروع قرار يندد بغزوها أوكرانيا، فقد سبق أن استخدمته في جلسة مجلس الأمن ليوم 14 مارس/ أذار 2014 بعد ضمها شبه جزيرة القرم الأوكرانية) كما جاء في المقال.
وأوضحت الكاتبة كيف أن المواثيق والقرارات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان والسلم العالمي يمكن أن يتم التغاضي عنها عندما تشتبك مصالح الدول القوية، وتنظر كيف يمكن (هندسة المصالح وحمايتها) عندما ينشب صراع ما بينها، أو بين دولة عضوة في مجلس الأمن ودولة أخرى كما يحدث الآن بين روسيا وأوكرانيا.
في حقيقة الأمر أن هندسة المواقف لخدمة المصالح أمر يجرى في كل أنحاء العالم، فهو أحد الأدوات المستخدمة حتى في الصراعات السياسية داخل الدول، كما يحدث في السودان الآن، (ورجال الشرطة من السياسيين) الذين يتحكمون في مصير العالم، يوجد من يشابههم داخل حدود البلدان، وحسنًا فعلت السيدة عائشة عندما وصفتهم (برجال الشرطة) لتوضح خلل المعادلة في العلاقات الدولية حتى من ناحية نوعية، فالرجال يسيطرون على مقاليد الحكم بشكل شبه كامل في كل أنحاء العالم، وتكاد قرارات الحرب تقع في دائرة اختصاصهم، مما يزيد من المآسي الإنسانية للحروب، وعلى كل فالحرب (صنعة) لإعادة تشكيل الواقع عالميًا وداخل حدود الدول وعلى الشعوب أن تعمل من أجل حماية حقوقها بكل السبل…