شهب ونبازك | كمال كرار يكتب: لا يزال ساريا
متابعات/ الرائد نت
المنظومة الأمنية الانقاذية اعتمدت التعذيب حتى الموت وسيلة لتصفية المعارضين، وانتزاع الاعترافات.
ولم تكن هذه المنظومة تعمل لوحدها، بل شاركتها الهيئة القضائية، والنيابات ومراكز الشرطة.. وكم من شهيد لفظ أنفاسه الأخيرة والقتلة يدقون مسمارًا في رأسه، أو يحرقونه بالنار، ويضربونه بالسيخ..
وليس ما يقال حكاية تروى في الزمن الغابر، بل شهدنا، بالأعين، صنوف التعذيب للمعتقلين والمعتقلات، على أيام البشير المخلوع وأثناء الفترة الانتقالية وإلى ما بعد انقلاب البرهان..
ومنذ الشهيد علي فضل الذي قتل في بيوت الأشباح بعد انقلاب ٨٩ مرورًا بشهداء الحركة الطلابية، وحتى أحمد الخير.. كان التعذيب هو السبب الأساسي لموت هؤلاء المناضلين..
وتختفي آثار الجريمة بالقضاء المضروب والمحاكم المضروبة.
ويظل التعذيب عقيدة المنظومات الأمنية المتعددة في بلادنا في الوقت الراهن، وفي أقل تقدير الضرب والتشويه بقصد الموت..
والرصاص الذي يقتل به الثوار لم تطلقه الشياطين من أوكارها، بل من بشر من لحم ودم يؤمرون بذلك لأنهم درسوا أن من واجبات الحاكم أن يدوس الشعب وأن يلقنه صنوف العذاب متى ما خرج ضده..
وقريب من هذا ما يحدث لانتزاع الاعترافات من أبرياء يراد (تلبيسهم) جريمة ما.. تدق أجسادهم بالمسامير وتطفأ فيها أعقاب السجائر ويسيح دمهم، ثم يجلبونهم إلى قضاة (مضروبين)، وهم بهذه الحالة، كيما يقرؤوا هذه الاعترافات المزورة من ورقة أعدت مسبقا…
ولا عجب إن كتب القاضي في محضره بعد ذلك (حضر إلى المتهم فلان بطوعه واختياره واعترف بكذا وكذا)..
ثورة ديسمبر حملت شعارات الحرية والسلام والعدالة، ولم تفعل حكومة حمدوك ما يلزم لتصفية هذا الإرث البغيض حتى جاء انقلاب البرهان..
ولا يزال التعذيب ساريا..
ليس قصد هذا العمود التذكير بما حدث، بل بما يحدث الآن للثائر توباك ولآخرين في المعتقلات، قياسًا على ما قالته هيئة الدفاع عنه.. وكم هتف الثوار (توباك ما قاتل توباك مناضل)..
وفي كل مرة يستمر التعذيب لأن سياسة الافلات من العقاب هي السائدة…
والثورة مستمرة.. حتى تحقيق أهدافها..