بالمرصاد | الصادق مصطفى الشيخ يكتب: الإقصاء المفترى عليه

0

متابعات/ الرائد نت

إحباط غير مبرر أصاب بعض الدوائر (الناعمة) جراء إعلان لجان مقاومة ولاية الخرطوم عن (ميثاق سلطة الشعب) الذي تم إعلانه عبر مؤتمر صحفي شد أنتباه العالم رغم سيطرة الحرب الروسية على أوكرانيا على مساحات الإعلام الممتدة..
لم نطالع ترحيبًا لا يحمل تحفظًا من تلك القوى على ميثاق سلطة الشعب الذي مهر بأحرف شابة معبرة عن مرحلة جديدة لا يقربها الذين وضعوا أياديهم فوق أيدي النظام البائد، ولا الذين ساندوا الانقلاب الأخير الذي حول البلاد إلى جحيم لا يطاق، عبثوا بالحرية وتلاعبوا بالديمقراطية. وانتهكوا العدالة وتلك شعارات الثورة تعمدوا الدوس عليها ومحو آثارها حتى لا تعاد على مسامعهم دولة القانون والمؤسسات التي تمنح الخبز للخباز الذي يعرف كيف يؤسس لمجلسه التشريعي، وكيف يدير مؤسسات الدولة الخدمية ويملك الشعب الصابر مصادر ثرواته المنهوبة، لتكفل له العلاج المجاني والتعليم وتحطيم هذه الفاتورة والتفرغ للإنتاج والتصنيع، التي أقعدت عنه بالسيطرة على مفاصل الاقتصاد والثروة الحيوانية، ليظل السودان جليسًا لا يقوى على الحركة والانطلاق ولكن هيهات!!! فها هو الشباب الذي ظل متواجدًا في الشارع لثلاثة أعوام متواصلة، ومستعد أن يمكث مثلها طالما أن ذلك هو المخرج الوحيد لاسترداد عافية الوطن..
(ما تدي قفاك للعسكر.. العسكر ما بيصونك
أدي قفاك للشارع … الشارع ما بخونك)
وهكذا حرس شباب الثورة ثورتهم وابدعوا ميثاقًا قوامه حتى اللحظة (85) شهيدًا وألاف الجرحى وعشرات المفقودين، وبعض المظلومين من الذين تلفق لهم التهم الجائرة وهم في الأصل (سلميون) (محمد آدم توباك نموذجا)، المحبطون ملأوا الأرجاء نقدًا وتهويلًا لأطروحات بائرة عفا عليها الدهر منذ عقود، وهم يرددوا في صوت مبحوح أن ميثاق سلطة الشعب المطروح من قبل لجان مقاومة ولاية الخرطوم، يعبر عن توجهات قوى سياسية معروفة حتى الشجاعة خانتهم في إيراد أسم الحزب الشيوعي الذي طرح كثير من مواد وردت في ميثاق لجان المقاومة في مؤتمره الصحفي مطلع الشهر الفائت. فإن تطابقت الرؤى بين الشيوعي والمقاومة فما الغضاضة ولماذا يركز المنتقدون لميثاق سلطة الشعب على (القشور) ويتهربوا من (الثمار)، وأن قصدوا أن للحزب الشيوعي أيادي في الميثاق أيضًا نسأل ما المشكلة، وقد طلب بعض المعترضين لقاء الحزب الشيوعي قبل إعلان لجان المقاومة لإعلان ميثاقها، هل نسوا ذلك ونسوا أيضًا عندما طرح الحزب الشيوعي تلك الرؤى وقالوا عنها ما قالوا إبَّان حكومة د. عبدالله حمدوك.
واضح من التصريحات والتلميحات أن فقرة الاستثناءات الواردة في ميثاق المقاومة للتوقيع عليه، والتي شملت القوى التي ساندت الانقلاب وشاركت في تقويض الفترة الإنتقالية وإلغاء الوثيقة الدستورية التي تعني لهم إلغاء الحرية والتغيير، وأن ألمحت المقاومة إلى أن هدفها لا علاقة له بالحرية والتغيير ولا يستهدفها، فيجب أن لا تتمركز في هذه النقطة وتغادر محطة الإحباط إلى آفاق المرحلة المقبلة التي تحتاج لجهود الجميع ، فقد ظل الشعب السوداني يتفرج على مسرحيات وتمثيليات ليس لها طعم ولا لون، تارة باسم الشراكة وأخرى باسم السلام وتارات كثيرة لصون البلاد وحفظها من التهديدات المحيطة بها، وصل بأهل الهبوط الناعم الحال أن يمجدوا صلاح قوش ويقولوا أنه شريك في التغيير.
لقد طالب ميثاق سلطة الشعب أن تقدر القوى السياسية التي أخطأت في حق الشعب وجعلت الشباب يقودوا معارك ضارية ما زالت رحاها تدور على أرض الواقع، دون أن يقدم لها كثير من القوى حتى الكلمة الطيبة، كما وضح من خلال ميثاقها الداعي لاستقرار الوطن والقصاص للشهداء ومحاسبة المجرمين واعتبروا كل ذلك إقصاء!!

مرصد أخير:
مارست قوى الهبوط الناعم بمجرد وصولها للسطلة عدد كبير من الكيانات التي شاركت في التغيير لدرجة تكوين قحت (ب) و(ج)، كما في تحالف الحرية والتغيير الأخير، ثم فصلت عدد من المكونات التي سارت معها الخطى، نعم نادى بعضها بعدم إقصاء حتى الإسلاميين، كما في حالة مستشار حمدوك السياسي الذي دخل للمستشارية من هذا الباب، وكاد أن يساهم بجزء من المليارات العشرة لقيام مؤتمر الحزب المقرب من وزير المالية.
لكن طرح ميثاق سلطة الشعب ليس فيه إقصاء بل مطالبة بمراجعة المواقف فما الغضاضة؟
دمتم والسلام..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.