العقيد الركن ابراهيم الحوري يكتب: صوت العقل

0

الخرطوم/ الرائد نت

تمددت الأزمة السياسية و أدخلت البلد في نفق مظلم و شملت آثارها الكارثية الوضع الاقتصادي المزري الذي نعيشه الآن ولن يستقيم الميسم بالوطن الأبي مالم يكن هنالك علاج جذري للأزمة السياسية الطاحنة التي تواجه البلاد بسببها التشظي والانهيار نتيجة التعنت والتصلب في المواقف ورفع شعار اللاءات الثلاث الذي يوضح مدى ضحالة الفكر والتطرف في المواقف السياسية ويعكس سياسة كسر العظم التي يتبناها الجميع وسوف تهد المعبد على من فيه ، واستحالة الوصول لحلول ومعالجات في ظل ارتفاع سقف المطالب السياسية بالبلاد ويعرف الجميع أن السياسة هي فن الممكن وليست الغاية فيها كرسي الحكم بأي وسيلة وإنما برامج لخدمة الوطن عبر وسائل شفافة ونزيهة الغاية منها حكم ديمقراطي يعبر بالبلد إلى برالامان.
لقد عاش السودان منذ الإطاحة بالنظام السابق أوضاعاً صعبة شهدنا فيها حراكاً سياسياً وخلافات جوهرية غير مسبوقة أفضت إلى وثيقة دستورية حملت بذور فنائها في دواخلها نتيجة الشره الكبير للمفاوضين بغية الوصول إلى كراسي الحكم والانفراد بالسلطة المطلقة
المتابع للشأن السياسي يلحظ بدعة هذه الوثيقة الدستورية التي هي السبب في الوصول إلى مانحن فيه من كوارث قد تؤدي إلى تلاشي خريطة السودان
إن تجارب الثورات السابقة محفوظة في الذاكرة وكان يجب الاهتداء بها وإنزالها على أرض الواقع لأنها مجربة وكانت نتيجتها ديمقراطية مبرأة من كل عيب كانت حديث العالم أجمع
ولكن القوم غفر الله لهم أذاقونا الويل والثبور باتفاقية عرجاء أخرجت لنا نظاماً كسيحاً ولد غبناً وتشوهات اقتصادية لاندري كيف منها المخرج.
إن كان الجميع يسعون لمصلحة الوطن وليس من أجل الجاه والسلطان لتنادوا من كل فج عميق وغلبوا مصلحة البلد وتناسوا مراراتهم وخلافاتهم من أجل سلامة الوطن الجريح
إن توحيد الجبهة الداخلية يغلق الطريق أمام التدخلات الخارجية السافرة في شؤوننا المحلية التي أضحت مثار شفقة الجميع
إن الجلوس إلى التفاوض هو البداية الحقيقة لإنهاء حالة السيولة الأمنية والتدهور الاقتصادي المريع يجعل الجميع أكثر من أي وقت مضى في حوجة لعقد المصالحات
والوصول لتسوية سياسية تتجاوز الأزمة المستحكمة!
يجب الاستماع إلى صوت العقل وتدارك مايجب تداركه
ورئيس مجلس السيادة ظل يؤكد على الدوام رغبتهم في الوصول إلى توافق حقيقي ينتهي به المطاف إلى انتخابات حرة ونزيهة يتم بموجبها العودة إلى الثكنات
وينطلق الوطن إلى رحاب أوسع ويشهد التقدم والازدهار المنشود.

اترك رد