يس عمر يكتب: التمطر حصو

0

الخرطوم/ الرائد نت

قيلت هذه العبارة في سياق المشاكسة السياسية وتقديم المصلحة الحزبية الضيقة على المصلحة العامة وحين كان هنالك تشظي واحتقان من جانب الشارع المثور وممثليه من قوى المركزية من جانب ومن كون الدولة لا تدار بهذه العقلية محدودة الأفق للطرف الآخر في ظل وجود معطيات مهددة للأمن القومي من الآخر.

كثيرا ما يحدثونا عن التوافق الوطني والمصالحة الشاملة وأنها المخرج الآمن والسلس وأن الأمم تنهض بعد أن تقدم المصلحة العامة وتغلب صوت الحكمة والعقل على اندفاع العاطفة والقفز إلى المجهول لكنهم ليسوا بذات الشجاعة والعزيمة التي تنتصر لهذا المبدأ فهم ضعفاء نزعت مهابتهم من قلوب أعداءهم ووضع فيها الوهن، فالمصالحة مع من؟ ومن يصالح من؟.

وكمال قال أحدهم (زمن الدسديس والغتغته إنتهى) يجب أن يبين دعاة التوافق الوطني والمصالحة الشاملة للمواطن والمجتمع الخارجي أن المصالحة تكون مع من، وأن يكونوا صريحين بدلاً من أن ينادوا بهذا الشعار الذي طال انتظاره وكأنهم يتواروا على خجل أن ينادوا له وأن يخرجوا ما يقولونه في الغرف المغلقة للإعلام بأن استقرار السودان يجب أن يقدم له التنازلات من كل الأطراف وأن يتوافق الناس حول مشروع وطني جامع يبين كيف يحكم السودان لا من يحكم السودان وأن حزب المؤتمر حزب سياسي حكم لثلاثة عقود وله قوة اقتصادية مؤثرة وعضوية شبابية حرجة للغاية لا يمكن تجاوزها أو التعامل معهم على هذا النحو من التشفي.

رئيس الوزراء الأسبق (المستقيل) جاءته فرصة الحكم وأن يحكم على الدوام لاسيما وأنه وجد قبولا من المجتمع الخارجي ومودة من الراستات وملوك الاشتباكات في المقام الثاني والذي كان يجب أن يعمل عليه في السودان الجديد هو شأن الحكومات الانتقالية ومهامها الثلاثة المتمثلة في وضع معالجات اقتصادية عاجلة للناس وهو السبب الأول بل من أقوى الدوافع لخروج الشارع السوداني في ثورة ديسمبر عندما ارتفع سعر الرغيفة في مدينة عطبرة إلى 2/3 جنيه، ثم تحقيق العدالة الانتقالية مع النظام الذي ثار عليه الناس إذ أن هنالك احتقان سياسي تجاهه، ثم الشروع تدريجيا في تهيئة البلاد لقيام انتخابات حرة يختار فيها الشعب من يحكمه وكيف يحكمه لاستكمال مسيرة التغيير المنشود.

أبشر الناس والتبشير قد يكون بالسوء في السياق القرآني كما قال الله تعالى: “بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما” إذا لم يحصل التوافق الوطني والمصالحة الشاملة بين كل القوى السياسية وأساسها المؤتمر الوطني والجيش والدعم السريع والحركات وأن يعرف كل منا حجمه الحقيقي، وإذا لم يقدم كل منا المصلحة العامة على مصالحه الشخصية البغيضة ستتحقق الدعوة المشهورة إن شاء الله تمطر حصو وستمطر حصو “وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون”

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.