بعد الغروب | بدر الدين حسين يكتب: حمدوك الذي استقال..!!

0

الخرطوم/ الرائد نت

منذ اندلاع الثورة السودانية وانقلاب اللجنة الامنية علي البشير، والي يومنا هذا، كل الموشرات ذهبت باتجاه ان الهدف الرئيسي من الثورة لم يكن السودان، وان كان معظم الشباب الثائر خرج من اجل سودانهم الحلم، الذي يريدونه في مقدمة الامم، ناظرين الى ان كل مقومات النهضة السودانية متوفرة، الا انهم اهملوا اكبر معوق لهذه النهضة، وهي النخب السياسية في البلاد.

فهذه النخب عملت جاهدة على سرقة ما انتجه الشباب من حراك ثوري مستمر، جعل اللجنة الامنية لنظام البشير تذهب باتجاه الانقلاب على البشير، في ذات الوقت الذي انقلبت فيه الاحزاب السياسية على ثورة الشباب ونصبت نفسها وصيا على الثورة.

وقد سجلت هذه الاحزاب فشلا زريعا، لانها وظفت كل جهودها من اجل سقوط البشير ولم تعد نفسها لما بعد السقوط ، لذا فقد لازمها الفشل وهي تجعل من عبدالله حمدوك منقذا لها وللسودان، ولم يكن حمدوك بافضل من الاحزاب التي دفعت به، فجمع حمدوك بين المتناقضات، اذ انه حظى باجماع شعبي لم يناله اي سياسي منذ الاستقلال، والي يومنا هذا، في ذات الوقت الذى اصبح فيه حمدوك بعد ممارسة لاكثر من عامين افشل رجل دولة مر في تاريخ السودان السياسي.

وكان نتاج فعل حمدوك السياسي غير الراشد، تردي الوضع السوداني السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي والقيمى، وفي ظل هذا الانهيار المريع قدم حمدوك استقالته وهرب إلى حاضنته الاساسية.
واليوم تحمل الاخبار لقاءا لحمدوك بالبرهان في الامارات، في اطار اعداد حمدوك للعب الشوط الثاني من المباراة، ليكون رئيسا لمجلس السيادة القادم، في اطار الحل الخارجى، الذي جعل السودان دمية في اياديهم، يحركونه كيفما يريدون ومتى يريدون.


والغريب في الامر ان قيادات الحكم في السودان في هذه الاونة سريعي الاستجابة لكل اشارة صادرة من الامارات، فالطبيعي ان من يريد مساعدتك يسعى اليك، لا تسعى انت له، ولكن يبدو اننا قريبا سنصبح اماراة تابعة لهذه الدولة، التي تبجح سفيرها لدينا بانهم من يصنعون الاحداث عندنا، بعد ان طورها ابناء السودان منذ عقود بعيدة اذ كان حلمهم ان تصبح عاصمتهم كما الخرطوم.
عموما عودة حمدوك مجددا للمشهد السودانى لن يغير فيه شي، طالما ان الارادة السياسية عندنا مرهونة للخارج، فسوف تتوالي مظاهر انهيار الدولة إلى ان تصل مرحلة التلاشي الكامل،وهذا ما يسعى له الوسيط، اذ ان اسياده يدفعونه لتنفيذ ما يريدون وعندما يصلون، حتما سيجد نفسه دون قيمة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.