بعد الغروب | بدر الدين حسين يكتب: للسبت ترويح..!!
الخرطوم/ الرائد نت
سيدي ان الكتابة اليك تقوم مقام الواجب، وانت من تصدى للفرض في ظرف دقيق من تاريخنا الذي تعددت منعرجاته، وكثرت ابتلاءته، وفقد كثير من الناس ثقتهم في نفوسهم، وثقتهم في القيادة، وكثير منهم تنصل من الانتماء وذهب يبرر لوجوده بين الصفوف.
سيدي ان الذين يدركون كم وكم من القيادات لحظة الابتلاء الاولى اغلقوا دورهم، وهواتفهم، ودبجوا اعتذاراتهم، وقطعوا التواصل والاتصال، وفيهم من قدم المال، والمعلومة قربانا لخروجه من دائرة (الكوز)، إلى دائرة التيه والبحث عن الدنيا، وليس منهم من وصل، واصبحت عودته إلى حاله القديم محالا.
سيدى الظرف الذي وضعك في القيادة، كان ظرفا دقيقا، لا ينفع فيه السياسى الذي لا يملك بعدا عسكريا، ولا ينفع فيها عسكريا لا يملك بعدا سياسيا، فوقع الاختيار عليك وانت تحمل من هذا وذاك، وكنت قياديا تنافح عن الحق، وحزبك يعتلى السلطة، وكل المواقع التي تقلدتها تشهد لك بذلك، وانك اليوم قيم علي امانة وارث وتاريخ طويل من المجاهدة، والمنافحة، والعنت والرهق، ومسيرة طويلة من المدافعة اخرجت هذا الكيان من دار الارقم إلى سوح الجماهير، وظل الانتماء في تزايد يوما بعد يوم الي ان وصلت مرحلة نظام يحكم دولة، وقدم كثيرا، واخطأ مرات، فمضت عليكم سنن الله في الارض، وها انتم اليوم تقودون هذا الكيان وانتم في خانة المعارضة.
عليك سيدي ان تشد البنيان بعضه على بعض، وان تستنهض الهمم، وتبني صروح الاسر، وتعمق جذور الولاء والانتماء بالتربية، وان تتواضع لاخوانك وتسمع منهم قبل ان تامرهم، وان تعي ان كثير من هولاء تنازعته اهواء الدنيا، فترفق بهم ليسيروا بسير الضعفاء.
سيدى لا تحدثنك نفسك بانك الخارق الذى لم يجدوا سواك، واعلم انك لن تنحو بنفسك هذا المنحى، ولكن كما حاصر الامام الغزالى حظوظ نفسه بتربيتها، فاننا نطمع في ان يكون هذا منهجك الذي تسوق به الناس.
سيدي نسال الله لك الاعانة ونأمل ان تقود هذه السفينة إلى بر الامان.