بعد الغروب| بدر الدين حسين علي يكتب: للسبت ترويح

0

الخرطوم الرائد نت

سيدي ماذا اكتب اليك، وكيف اكتب اليك، وماذا عساني ان اقول، ومن اين ستتالف الحروف لتصوغ كلمة واحدة اخاطبك بها، وان كانت قد تالفت الكلمة، فمن اين ابدأ، كل هذه الاسئله وغيرها تناوشتني وان ادفع نفسى دفعا واسوقها سوقا الي سوح الكتابة اليك.

سيدى أتذكر قصة صاحب زجاجة السمن الذي وضعها أمامه وسرح في أحلام بيعها ومن ثم تطوير تجارته الي ان يصبح صاحب جاه وسلطان فيأمر هذا ويضرب ذلك الي أن ضرب زجاجة السمن والتي هي الحقيقة الوحيدة في ظل أحلام اليقظة التي جال فيها شرقا وغربا، شمالا وجنوبا، ثم كانت الحقيقة ان كسر زجاجة السمن، واندلق السمن ارضا، فما كسب صاحبنا الا الندم.

سيدى أن ندمنا علي هبة قامت ضدك، كندم صاحب الزجاجة علي سمنه المسكوب، هل غاب عقلنا حينها أم كنا فى سكرة، فان كانت الاخيرة سيدى، فان السكران في ذمتك، وان كانت الاخيرة سيدى فانك لن تواخذ السكاري بما يفعلون، هل نقول لك اننا أفقنا من سكرنا ام ماذا نقول.

سيدى لقد بسطت الامن فينا، حتي توارت الجريمة، وامن الناس علي انفسهم، واموالهم، واعراضهم، فما خاف احد علي هاتف يمكن ان يكون سببا في موته، او تعريضه للاذى، ولم يخاف الناس ان يسيروا ليلا وحدهم، لان النهب اصبح تحت تهديد السلاح، وتغيرت المعادلة اذ اصبح الناس يهربون من المجرم، بعد ان كان في عهدك المجرم هو الذى يهرب.

سيدي ان كنا هتفنا ضدك (تسقط بس) فها نحن اليوم نسقط في مائة بئر، بئر الامن، وبئر الغلاء، وبئر القيم والسلوك، وبئر معاداة الدين، وبئر الشذوذ، وبئر اهل الراى مفسدوا السنن، وبئر العمالة، وغيرها وغيرها.

سيدى انت لم تسقط، انما نحن من سقط في يد العصابة التي لم تخاف الله فينا، فمنعت كفالة الايتام وشردتهم، وطحنت الفقراء والمساكين فاوعزتهم، واكلت السحت والحرام من مال العمالة والارتزاق فرهنت البلاد باثرها دون وازع وطني، اما الوازع الدينى عندهم فارجوك ان تعفينى من الخوض فيه، وان قيل قديما (المابخاف الله خاف منو)، وانت سيد العارفين.

سيدى ان الله قد ابتلانا بهولاء حتي نشعر بمدي ما كنت تقدمه لنا من طيب عيش، وبسط الامن، ورعاية الايتام والفقراء، وحراسة امننا القومي، من اي تدخلات خارجية، وحفاظك علي سيادة البلاد، وتوزيع (البركاوى) علي كل من يتطاول علي سيادة ارضنا.

سيدي منذ ان ذهبت عنا ما قام صرح في البلاد، وما عبد طريق، ولم يفتتح من جاء بعدك دورة مياة بلدية في زاوية من زوايا بلادي، ولم تقو الخارجية عندنا علي استدعاء سفير حشر انفه في شئون البلاد لدرجة تحديد موعد العقيقة اتكون في السابع ام (سبوعين)، فاصبحنا بعدك ملطشة.

سيدى هذا اعتزارنا لك نسوقه خجلا، بعد ان اضعنا معك كل الايام الجميلة التي لم نعيشهابعدك، ولكن ربما يدقدق بها مشاعرنا صوت عثمان حسين وهو يتغتي (ما بصدقكم)، فارجوك سيدي ان تصدقنا، والسلام….!!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.