بعد الغروب| بدر الدين حسين علي يكتب: إذا أصيبت القوم في أخلاقهم

0
  • الخرطوم الرائد نت

عل اخطر ما افرزته الثورة السودانية هو حالة التراجع الكبير الذى ضرب القيم السودانية، وحاول بكل السبل ان يخلق شروخا حتي في عقيدة اهل السودان، تحت دعاوى العلمانية والمدنية ومحاولات تصوير ان الدين هو العقبة التى تعيق تقدم السودان.

ولان الذين كانوا يسوقون لهذه الهراءات كانوا يستهدفون الوسط الشبابي بصورة كبيرة مستغلين طموح الشباب في ان يلبى الوطن طموحاتهم وتطلعاتهم، فقد دسوا السم فى الدسم، وهم يصورون ان الدين حبس البلد فى قمقم وان خروجه مربوط بالعلمانية.

وفى تصويرهم هذا لم يحدثوهم بان كل الغرب تقوم انظمته اساسا علي الدين والعقيدة، وجلبوا دعاة هدم القيم من شاكلة نصرالدين عبد الباري ونصر الدين مفرح والقراى، لبث السموم وسط مجتمع معافى بعادات وتقاليد تضرب جزورها فى اصل الدين.

وقد برع هذا الثالوث البغيض في اداء ادوارهم التى قبضوا قيمة مقاولتها بالنقد الاجنبى، وهرب منهم من هرب الى الخارج، ومن ظل بالداخل يرفل في نعيم ما قبض، واصبح السودان يشهد يوما بعد يوم تطورا غريبا في السلوك السالب، والجريمة، وفتقا يعجز الراتق في نسيجنا الاجتماعى، وتراجعت قيم النخوة والمروة، واصبحت اكثر المواقع امانا افضلها لارتكاب الجرائم.

وان حملت الاخبار ما حملت من جرم فان ما حدث في داخلية حجار من اغتصاب لطالبة متزوجة تحت تهديد السلاح في مكان تعتقد الاسر انه الاكثر امان على بناتهم وهن يتلقين تعليمهن، فمن المسئول عن مثل هذا الحادث؟ ، وكيف لهذا المجرم ان يصل لغرف الطالبات؟ ، وهل جاء من الخارج ام انه جزء من ادارة الداخلية؟

ان هذا النموذج ليس هو الوحيد، ولن يكون، طالما ارتضي اهل السودان كل مظاهر الانحراف السلوكي والعقدي والذي تسببت فيه هذه الفترة الانتقالية من عمر البلاد، التي تسبب فيها هذا الثلاثى، ومن خلفهم حمدوك، ان العدالة تقتضى ان يتولى مجموعة من القانونيين الوطنين رفع دعوة ضد هؤلاء انتصارا لكل قيم الدين وارث هذا المجتمع السودانى حتي يعود سيرته الاولي.

اترك رد