بدر الدين حسين علي يكتب: يا للهوان.. حتى الكيان الصهيونى..!!

0

الخرطوم/ الرائد نت

بعد ما لحق بالبلاد من دمار على كل الاصعدة خلال العامين السابقين، ضرب الاقتصاد والسياسة والقيم وتجاوز كل ذلك ليلحق بسيادة البلاد، بعد ان اصبحت كل المكونات التي تعاقر السياسة في السودان عاجزة تماما عن انتاج الحلول، وظلت تبحث عن المخرج في المحيطين الاقليمي والدولي، واصبح السودان مرتعا لكل المنظمات الدولية والدول الكبرى لتجرب وصفاتها العلاجية في السودان.
ويظل كل ما يحدث في السودان مالوفا لما سبقه في دول اخري كالعراق والصومال واليمن وغيرها، الا ان ظهور دولة الكيان الصهيوني في تفاعلات المشهد السياسى السوداني وحشر انفها فيه هو ما يعد تطورا جديدا وخطيرا في السودان.
فاسرائيل التي ترى ان استراتيجيتها القائمة علي تحقيق التحالف مع الانظمة العربية المعتدلة- على حد تصنيفا – وانها تقيم هذه التحالفات بما يحقق مصالحها والذي تتصوره في القضاء على الخطر الايراني والارهاب والحركات الاسلامية المتطرفة، وذلك حسب الوصف الاسرائيلي، فانها لا تالوا جهدا في ان تصور لهذه الانظمة المهترئة بانها تملك جملة من كروت الضغط التي يمكن ان تلاعب بها هذه الانظمة.
وعندما ترفع لهم كروت الضغط هذه فانها تحدثهم عن علاقتها المتميزة بامريكا فيرتعدون، وتصور لهم مدي مقدرتها علي القمع والتجسس وجمع المعلومات فيهابونها، وتوهمهم بانها القادرة علي حماية انظمتهم من الاخطار الداخلية والخارجية وانها صمام جلوسهم على مقاعد السلطة في بلدانهم فيسمعون ويتبعون في صمت.
لذا نجدها قد نجحت في ان تبيعهم منظومات تجسس وترسل لهم الخبراء لتدريبهم وتاهيلهم، ثم تربط الحبل حول اعناقهم لتجرهم الي حيث تريد.
هذه هي دولة الكيان الصهيوني التي وقعت السلطة الانتقالية في السودان في حبالها وجنت السراب وعجزت عن الفكاك منها، وإسرائيل تمارس نفس الذي مارسته مع حزب الامة منذ عام اربعة وخمسون وتسعمائة الف حينما التقي سيد الصديق المهدي ومحمد احمد عمر نائب الامين العام للحزب في لندن بالاسرائليين بسفارتهم هنال واصبح محمد احمد عمر هو مفوض حزب الامة للالتقاء الدائم بهم إلى ان وصلت مرحلة العلاقة ان اصبح محمد صالح الشنقيطي كاتبا للتقارير الاستخباراتية لصالح الموساد عقب لقأء المهدي بالزعيم عبد الناصر.
واليوم في هذه العلاقة ذات المصالح التي تسير في اتجاه واحد لن يرتقي المطبعون من حكام الفترة الانتقالية ابعد من مرتقي الشنقيطى.
ولكن سيظل الشارع السوداني وشعب السودان مؤمنا بان كيان ظالم ومغتصب لا يمكن ان تمتد بينه وبين اهل السودان علاقة.،ولن يجلب نفعا للسودان، ولا شان له بما يدور داخليا في السودان.
فهذا الوفد الموسادي الذي حل بارض السودان لا يرغب فيه الشعب ولن يجد حلا لمن تعلقوا بدولته وعليه ان يرحل ومعه هؤلاء الذين جاءوا به ليبحث لهم عن طوق نجاة.

اترك رد