الصادق الحاج يكتب: بإستثناء المؤتمر الوطني!!!

0

الخرطوم/ الرائد نت

من عجائب وغرائب الساسة في البلاد انهم لا ينظرون لتجارب الماضي بعين التشخيص والتقويم والباحث في الموروث السياسي السوداني يلاحظ ان المشاكل والازمات المُعيقة لتقدم البلاد متشابهة بل ومتكررة تتخذ اشكالاً مختلفة مع دورة الأيام والسنين بيد أن أصلها واحد
وبعض المهتمين بالحركة السياسية بالبلاد تجدهم في تساؤل دائم ومستمر عن أسباب التشابه المتكرر في نهايات التجارب السياسية بصورة عامة
المثقفون (بعضهم) أخضع هذه التجارب لعملية تقيم ونقد ومن خلال المتابعة الحثيثة خلصوا لحقائقٍ هامة عن أسباب الازمة السودانية وتجنب هذه الأسباب يشكل روشتة تقويم لمسيرة الحركة الوطنية دون استثناء انطلاقاً من بداياتها في ٥٦ وصولاً لحالنا اليوم الذي يُغني عن التعريف وهذه الحقائق يمكن تلخيصها في أمرين ( الإقصاء_الإختلال في توزيع الثروة والسلطة) وتكاد تكون هذه المشاكل نقطة تلاقي لكل الذين حكموا السودان وهي أيضاً السبب الرئيس في نهاية حكمهم.
و العبرة من تاريخ السودان السياسي الطويل هي أن البدايات الخاطئة تؤدي لنهايات خاطئة.
جملة بإستثناء المؤتمر الوطني باتت فاتحة القول عند ساسة اليوم وهي بالطبع جملة خاطئة ومسايرتها ربما تعيدنا لدوامة التكرار والتشابه التي تحدثنا عنها في بادئة المقال!
ربما يسأل سائل لماذا إلا المؤتمر الوطني؟
إن كان الجواب بأن المؤتمر الوطني أفسد الحياة السياسية فلماذا ترضون بشركائه في السلطة حتى لحظة غيابه من المشهد؟ او بالأحرى لماذا ينطق الإستثناء  البرهان رئيس المؤتمر الوطني الأسبق بنرتتي وعضو لجنته الأمنية ؟ وحمدتي وقواته التي شكلها رأس النظام المُستثنى؟ وهذه التساؤلات تنطبق أيضاً على معظم أحزاب قحت والحركات المسلحة
وان كان من يفسد السياسة يُبعد عن المشهد فالجميع أجزم بأن سنين قحت العجاف اكثر فساداً!! فلماذا لا تُستثني قحت؟
نكتب هذه الكلمات خشية تجريب المجرب والسير في خُطى وأخطاء الماضي المرير وهي بمثابة النصح لمن أراد أن يمضي في درب الوفاق الوطني الشامل وتوفير فرص الإستقرار بالبلاد
المؤتمر الوطني لم يكن بِدعاً من التجارب السياسية الأخرى وهو بالطبع ليس افشلها بعد أن عايشنا تجربة عضوض من بعده.
ولو نظرنا في حادثة حل الحزب الشيوعي في السابق لعلمنا ان الأحزاب التي تمتلك بناءً قاعدي متماسك وفكر يسري بين الناس يصعب ممارسة الإقصاء معها.
الديمقراطية لا تقوم على رِجل واحدة والواجب الأن ان يتخطى بعض الساسة هواجسهم تجاه المؤتمر الوطني إن كانوا يريدون صلاحاً واستقراراً فمناقشة القضايا المصيرية كالإنتخابات والدستور دون مشاركة الجميع دون استثناء ربما تقود البلاد لمرحلة التكرار والتشابه مرة أخرى

اترك رد