بشارة جمعة أرور يكتب: توقعات مؤلمة

0

متابعات/ الرائد نت

حينما تصبح المظاهرات والمسيرات والوقفات الاحتجاجية أدوات مناورة سياسية ماذا سيحدث وما هي المحصلة النهائية في ظل هذا العبث السياسي.
كنا ومازلنا نحذر القوى السياسية عن خطورة إفراغ الشعارات من محتواها إضافة إلى ضرب بؤرة الثقة في نفوس الناس حتى أضحت الشعارات والعبارات مجرد جمل تلعقها الألسن وأتخذتها في كثير من الأحيان جُنّة أي غِطاء لإهدار قيم العدالة والمساواة والطهر وصون كرامة الإنسان السوداني…
و قد قلنا من قبل كتابةً و شفاهةً إننا لا نلوذ بالصمت ولا نتحصن بالسكوت قط إلا لممارسة قدر من التروي والتريث في رصد ودراسة الأمور بهدف التدقيق في إجراء التحليل والتوقعات السليمة والصحيحة في إبداء الرأي في القضايا الوطنية ذات الخطر والرهبة الشديدة من تداعيات الأوضاع وافرازاتها المتوقعة…، وها هي الأمم قد تداعت علينا كما الأكلة على قصعتها لا عن شىء سوى أننا إنحرفنا عن جادة الحق ومسار التحول الديمقراطي الذي كان ينشده الشعب.
والتدخلات الأجنبية بلغت مرحلة لدرجة أن الأجانب أصبحوا يجتمعون ويحرضون ويزينون لبعض العملاء ضرورة تقسيم السودان إلى دويلات… والحقائق الموضوعية المتعلقة بأزمة البلاد في هذه الأيام تؤكد أن تغييراً عسكرياً يلوح في الأفق…و تومئ كل المعطيات والتطورات والمؤشرات بأن تجدد موجات الاحتجاجات والمظاهرات ماهي إلا مقدمات و نُذُر تنبىء باقتراب تغيير المعادلات السياسية مرة أخرى، وانهيار هذا النظام الجديد وسقوط حكومة حمدوك الثالثة أصبح وشيكاً، وأن الأشراط الضرورية لإستمرار الفترة الانتقالية قد إنتفت، و أي تعمد وإصرار في إستمرار هذا الوضع سيشرع الأبواب للتدخلات الخارجية بطريقة سافرة لتقطيع أوصال الوطن الغالي المكلوم كما ظللنا ننوه و ننبه من خطورة سياسات المنظومة الحاكمة…، وهذه الطريقة التي تسير بها هذه الحكومة ستفضي بنا حتماً إن شئنا أم أبينا إلى حكم عسكري على غِرار النموذج المصري بالكربون ولو بعد حين…
فليعلم الجميع إن تثبيت التجربة الديمقراطية وتحقيق الحرية والسلام والعدالة والوحدة الوطنية، قيم وسلع غالية لا يمكن اقتناؤها بمجرد الشعارات البراقة والمعالجات السطحية، وإنما بتغييرات و إصلاحات جذرية، فهل يمكن أن تصحوا القيادات والقوى والتنظيمات السياسية التي إعترتها غفوة النشوة والسكرة العميقة في غفلة من الزمن…، لابد أن تتحرر تلك القوى من سجون أفكارها القديمة وقيود أوهامها التي ظلت تكبلها…، وما فتئت تسعى لتحقيق طموحاتها الشائهة عبر المعدلة الصفرية المستحيلة.
وإلا ستشاهدون غداً قوات في الشوارع والحكم سيكون عندئذ عسكرية بحتة….
و نسأل الله أن يتجاوز السودان هذه العقبات والتعقيدات ويتخطى هذه المرحلة دون حدوث أي فوضة خلاقة ونتمنى للشعب السوداني تحقيق السلام والأمن والاستقرار والتقدم والازدهار.

اترك رد