الفاتح جبرا يكتب.. خطبة الجمعة

0

متابعات /شبكة الرائد الإخبارية

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف خلق الله أجمعين، محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين، أما بعد أيها المسلمون :فإن الله تعالى حرم مال المسلم ودمه وعرضه، تعظيماً منه تعالى للنفس المسلمة التي جعل حرمتها أعظم من زوال الدنيا كما جعل سبحانه وتعالى من الكبائر أن تنطلق الألسن في أعراض المسلمين، وسمَّى سورة في كتابه العزيز بسورة الهمزة لبيان خطر الهمز واللمز على صاحبه وعلى المجتمع المسلم.بل توعد الله تعالى من هذا قوله وفعله بالويل.قال تعالى: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ} و{وَيْلٌ} أي: وعيد، ووبال، وشدة عذاب {لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ} الذي يهمز الناس بفعله، ويلمزهم بقوله.فالهماز: الذي يعيب الناس، ويطعن عليهم بالإشارة والفعل، واللماز: الذي يعيبهم بقوله.قال الله في بيان عقوبتهم: {كَلا لَيُنْبَذَنَّ} أي: ليطرحن {فِي الْحُطَمَةِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ} تعظيم لها، وتهويل لشأنها ثم فسرها بقوله: {نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ} التي وقودها الناس والحجارة {الَّتِي} من شدتها {تَطَّلِعُ عَلَى الأفْئِدَةِ} أي: تنفذ من الأجسام إلى القلوب فيلقى بهذا الشقي في نار الله -تعالى- الموقدة، التي تصل إلى أعماق الأفئدة والقلوب، فتحيط بها، وتنفذ إليها، فتحرقها إحراقاً تاماً. وخصت الأفئدة التي هي القلوب بالذكر؛ لأنها ألطف ما في الأبدان وأشدها تألما بأدنى أذى يصيبها، أو لأنها محل العقائد الزائفة، والنيات الخبيثة، ومنشأ الأعمال السيئة، التي استحق هذا الهمزة اللمزة بسببها العقاب الشديد.

ومع هذه الحرارة البليغة هم محبوسون فيها، قد أيسوا من الخروج منها، ولهذا قال: {إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ} أي: مغلقة {فِي عَمَدٍ} من خلف الأبواب {مُمَدَّدَةٍ} لئلا يخرجوا منها فـ{كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا} (20) سورة السجدة.نعوذ بالله من ذلك، ونسأله العفو والعافية.

والتعبير بقوله: {هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ} يدل على أن تلك الصفات القبيحة، كانت عادة متأصلة فيهم؛ لأن اللفظ الذى بزنة فُعَلَة -بضم الفاء وفتح العين- يؤتى به للدلالة على أن الموصوف به ديدنه ودأبه الإِتيان بهذا الوصف، ومنه قولهم: فلان ضُحَكة: إذا كان يكثر من الضحك وهذه صورة لئيمة حقيرة من صور النفوس البشرية حين تخلو من المروءة وتعرى من الإيمان. أيها الأحبة :إن الإسلام يكره هذه الصورة القميئة من صور النفوس بحكم ترفعه الأخلاقي، وقد نهى عن الهمز واللمز والسخرية من الخلق في مواضع كثيرة من القرآن الكريم، من أمثلتها ما ورد في سورة الحجرات: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} (11) سورة الحجرات.فيا من تعيب الناس في زيهم وملبسهم، وخَلقهم وخُلقهم {لَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ } (11) سورة الحجرات.

ايها المسلم :لا تظهر عيب أخيك فيظهر الله عيبك، ولا تفضح أخاك فيظهر الله سوأتك، واشغل نفسك بعيبك فطوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس ، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم وهو المستعان.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.