الترتيبات الأمنيه….. القوات المسلحة في المقدمة
الخرطوم | جوال الخير
تحقيق : خديجة بدر الدين _ فائزة آدم
مقدمة:-
القوات المسلحة ركيزة من اهم ركائز اتفاقية جوبا للسلام الموقعة بين الحكومة وحركات الكفاح المسلح وهي الحاميه لأرض الوطن ومكوناته من التفرقة والتفكيك ويقع عليها العبء الاكبر في حماية هذه الإتفاقية وتعمل جاهده لتري النور وينعم الوطن بالاستقرار ولكن رغم ذلك تسعي بعض الجهات التي لا تتمني للبلاد الاستقرار والعيش في سلام الي التشكيك في مصداقية القوات المسلحة في تنفيذ اتفاقية السلام ويحيكون المكائد ضدها متجاهلين دورها في حماية الحدود
اضاءة:-
حسب إتفاق الترتيبات الأمنية (سلام جوبا) ووفق للمكتوب والموقع عليه لكافة المسارات فتلك الترتيبات تتم على ثلاثة مراحل . يجب أن تنفذ بشكل صارم _ هكذا كتبت في مواعيدها المنصوص عليها في جداول التنفيذ على ان تأخذ المرحلة الأولى 12 شهرا وتعقبها المرحلة الثانية ومدتها 14 شهرا ثم المرحلة الثالثة وقدرها 13 شهرا
المرحلة الاولى التي نحن بصددها تبدا بدخول القوات للأطراف الموقعة لمناطق التجميع والتنظيم التي يحددها إتفاق وقف إطلاق النار ؛ وهي العملية التي تتم بإشراف اللجنة العسكرية العليا المشتركة لحصر وتصنيف عناصر قوات الحركات وفقا للأسس والمعايير الخاصة بالإستيعاب الخاصة بالقوات المسلحة والأجهزة الأمنية وتتسلم اللجنة المشتركة كشوفات المقاتلين فور دخولهم مناطق التجميع وتقوم اللجنة بالتحقق منها ميدانيا وتتسلم قبل ذلك رواجع بتلك الكشوفات خلال سبعة أيام من توقيع الإتفاق الذي ينص على إستلام الذخائر والأسلحة وحفظها تحت إشراف طرف ثالث من الوساطة
معايير مواقع التجميع نص الإتفاق على ان تكون في منطقة ليس بها نزاع _ لا تتضمن المدن _ وان تكون مهيأة للتجميع ويسهل الوصول اليها وان تكون بعيدة عن مناطق التجمعات السكانية مع اي معايير اخرى بإتفاق الطرفين الاتفاق كذلك يشتمل على إجراءات اولية حول التحقق من القوات وبالنسبة لقيادات الحركات التي تصل _ ووصلت _ فالاتفاق يقول بتولي حكومة السودان حماية الشخصيات الهامة وتعيين قوة حراسة مشتركة تشارك فيها الحركات بعدد 66 فرد تكون ترتيباتها الإدارية على الحكومة.
شواهد سابقة بوفاء الجيش في التنفيذ :-
اثباتا لوفاء القوات
المسلحة وحرصها علي تنفيذ بند الترتيبات الامنية
شهدت قيادة الفرقة
الثالثة مشاة بمدينة شندي حاضرة ولاية نهر النيل بتخريج مستجدي الدفعة 85 ومنسوبي الترتيبات الأمنية لحركة العدل والمساوة جناح دبجو بحضور مدير ادارة التدريب وقائد سلاح المدفعية وقائد الفرقة الثالثة مشاة والعميد بخيت عبدالكريم دبجو ومدير ادارة التوجيه والخدمات برية وعدد من القادة وممثلو الأجهزة النظامية ولفيف من المواطنين
واشار اللواء الركن مالك الطيب خوجلي مدير ادارة التدريب في تصريحات سابقة الي ان القوات المسلحة عبر الدهور والأزمان ظلت محل عز وفخر يتميز منسوبوها بالشجاعة والبسالة والصبر والإحترافية. وقال”الكوكبة المتخرجة كانت في السابق تتبع لحركة العدل والمساوة جناح العميد بخيت دبجو ودخلت الترتيبات الأمنية من اجل السلام والتنمية والاستقرار مؤكداً حرص القيادة العليا علي دمج منسوبي حركة العدل والمساوة بالقوات المسلحة. لافتاً الي نجاح التجربة بعد دمج المجوعة الأولي منها بقيادة الفرقة السادسة مشاة واسهاماتها في استتباب الأمن والاستقرار. لافتاً الي ان المتخرجين خضعوا لجميع الاجراءات الخاصة بالتجنيد المعمول بها بالقوات المسلحة حسب الشروط واللوائح من فحص أمني وطبي ولياقة بدنية. ونقل سيادته تحايا قيادة القوات المسلحة للمتخرجين وأسرهم .
من جانبه قال اللواء الركن حمدان بن عبدالقادر داوؤد قائد الفرقة الثالثة مشاة ” نشهد للمتخرجين من منسوبي حركة العدل والمساواة جناح دبجو بالانضباط والجدية في العمل “. واضاف ” المتخرجون فرسان سلام واضافة حقيقية للوطن “.
الي ذلك اعرب العميد بخيت عبدالكريم دبجو عن فائق سعادته بتخريج منسوبي الترتيبات الأمنية الدفعة الثانية بمنطقة شندي. واكد التزامهم التام بإتفاقية الترتيبات الأمنية الواردة في وثيقة الدوحة للسلام في كافة مراحلها ودعا بقية الحركات غير الموقعة الي الإسراع في اللحاق بركب السلام من اجل استقرار الوطن. وقال ” رسالتنا للحركات المسلحة كفاية حرب واقتتال ولانريد اي تشويش وندعوكم جميعا للسلام
السلام َمبني على القوات المسلحة ٠
عقيد (م )علي عيسى عبدالرحمن قال : من المعروف أن الترتيبات الامنية من اكثر الملفات تعقيدا في الاتفاقيات والبرتكولات الخاصة بالسلام باعتبار أن اصل السلام مبنيا علي القوات المسلحة علي عكس البنود الاخري مثل قسمة الثروة والسلطة وبقية المعالجات الخاصة باتفاق اي سلام يمكن أن تسير وتنفذ بسلاسة وبالصورة المطلوبة ولكن الترتيبات الامنية تمثل اكبر مهدد لعملية السلام وفي حالة حدوث اي خلل في تنفيذها يؤدي الى ما لا يحمد عقباه وبالتالي لابد من مراعاة هذه المحاذير بمعنى أن الوزنة في تطبيقها من المفترض أن تتم بصورة دقيقة لانه اذا حدث فيها اي اختلال ينعكس ذلك على عملية السلام باكملها وظهر بذلك واضحا في الاتفاق الذي تم بين الحكومة السابقة وحركة مناوي فعندما جاء مناوي واندمج في الحكومة اصبح كبير مساعدي رئيس الجمهورية آنذاك وما افشل ذلك الاتفاق بند الترتيبات الامنية لان ما يوضع وينظريا فيها شئ وما يطبق علي ارض الواقع شئ اخر والان هنالك جهات تسعى الى تفكيك القوات المسلحة وجعلها قوات فاقدة القومية والي عدم تحقيق استقرار السودان وتسعى بكل ما اوتت من قوة لفرملة اي تقدم وازدهار للبلاد وهؤلاء هم من يشككون في تطبيق الترتيبات الامنية ويسعون الى الا تراوح مكانها والا تحرز تقدما وكما ذكرت سابقا فالتنظير في الترتيبات يختلف عن التطبيق وعلى اي حال فبمزيد من التفاهمات بين الموقعين على هذه الإتفاقية يمكن أن تحرز تقدما رغم التشكيك الذي تشهده٠
تكوين جيش قومى ذو عقيدة قتالية راقية :-
دكتور الهادي عجب الدور رئيس المعهد الافريقي للسلام قال:- الان نحن على اعتاب التريبات الآمنية وتنفيذ اتفاقية جوبا للسلام وستنضم قوات الكفاح المسلح لركب القوات النظامية لتشكل بوتقة فريدة من تاريخ بلادنا وصناعة مجد عظيم للشعب السودانى ومتابعة مسيرة البناء والتطور وتكوين جيش قومى ذو عقيدة قتالية راقية تنبع من موروث وتاريخ وقيم ووجدان الأمة السودانية الموحدة وسيظل جيشنا الباسل محل اعتزاز وتقدير وفخر لحماية مقدرات وحدود بلادنا ولن تنجح مكائد ومصائد الأشرار وستنفذ اتفاقية جوبا للسلام رغم العقبات لان القوات النظامية شريك اساسى وتملك الارادة والوعي والعزيمة وستظل حدود السودان فى نصب عيون قواتنا النظامية ولن يتم التفريط في شبر من السودان.
نحن أحرص على السلام :
الخبير العسكري _ عثمان الطاهر قال : ان القوات المسلحة احرص من غيرها على السلام وكانت ترفع شعار السلام قبل أن تخوض اي حرب وهو ديدنها في كل الحروب التي فرضت عليها اما قضية السلام مع الحركات المسلحة فنجد ان القوات المسلحة كانت وماتزال تناشد جميع قادة القوات والحركات المسلحة بالانضمام الي ركب السلام وهو في تقديري ما جعل اكتمال ملف الترتيبات الأمنيه يأخذ كل هذا الوقت إذ مازال ينقص السلام بعض الفصائل والتي يجري التفاوض معها حاليآ فما من منبر للسلام في أي مكان الا وكانت القوات المسلحة حاضره فيه كانت في ابوجا ثم الدوحه فاديس أبابا والقاهرة ثم جوبا وهذا ان دل إنما يدل علي حرص القوات المسلحة وقيادتها على السلام ليس ضعفا لكن إحساس عالي بالمسؤولية تجاه الوطن وتعظيم المصالح الوطنيه العليا والحفاظ على النسيج واللحمة الوطنية ولما جاءت ثورة ديسمبر وحصل التغيير استلمت القوات المسلحة زمام المبادرة وقادت الوطن الي بر الأمان وحافظت على وحدته وكان من أولى الاولويات ملف السلام الذي هو ليس بالغريب على القوات المسلحة وقيادتها العليا فانخرطت تفاوض ذات أبناء الوطن في نفس الحركات التي حاربتها بالأمس حتى تم التوصل الي ملف الترتيبات الأمنيه وهو الملف المهم الذي توليه القوات المسلحة وضعا خاصا لجهة انه هو الذى يليها في المقام الأول لذلك يعتبر ملف الترتيبات الأمنيه هو راس الرمح بالنسبه للقوات المسلحه فهو الضامن الحقيقي لاشاعة السلام الشامل باعتباره يحقق الاستقرار في جميع ربوع الوطن لأنه يوحد الجهود ويجعل الإتجاه واحد هو حماية وطن واحد موحد بجيش واحد قوامه التنوع العريض.. لاشك عندي أن هناك جهات تشكك في كل شيء وبالأخص في القوات المسلحة ويلبسونها الوان لا تشبهها ويطلقون عبارات تكشف نواياهم ومنطلقاتهم واجندتهم ومن يقف خلفهم لكن كل هذه الحيل مكشوفه ومعروفه فالشعب صار أكثر وعيا وادراكا والدليل على هذا الوعي المبادرة التي طرحت في منطقة الفشقه وكانت على قاب قوسين او أدنى من التشكيك في نزاهه ووطنية القوات المسلحة لكن كان الرد في الوقت المناسب والعبارات القوية الواضحة لذلك نقول إن ملف الترتيبات الأمنيه هو ملف القوات المسلحة بامتياز وليس هناك احد او جهة أحرص من القوات المسلحة على هذا الملف ويجب أن توصل هذه الرسالة لكل مشكك ومخزل وصاحب اجنده.
لم نات للخرطوم غزاة :-
آدم جار النبي _ عضو حركة كفاح سابق قال في هذا الجانب : الحركات المسلحة كانت تقاتل من أجل قضايا لذلك لما وقعت على السلام كان لابد أن يتم تسريح قواتها ودمجهم لذلك لم تأت إلى الخرطوم غازية وتسعى إلى الثأر من أي جهه باعتبارها لم تنشأ في الخرطوم وهذا ليس مكانا لعملياتها وإنما حضرت لتكون “ضمن جيش مهني يعكس التنوع السوداني العريض “. وأي أحد يفكر في غير ذلك هو واهم ويحمل أفكار النظام البائد لان الترتيبات الأمنية لاتفاق السلام نصت على تشكيل قوات مشتركة بين القوات الحكومية والحركات المسلحة تحت اسم “القوى الوطنية لاستدامة السلام في دارفور”؛ لحفظ الأمن وحماية المدنيين في إقليم دارفور.وستحصل تلك القوات على دعم لوجستي وتسهيلات من بعثة حفظ السلام الدولية التي ستراقب بدورها الأوضاع هناك.
تكوين جيش قومى ذو عقيدة قتالية راقية –
خاتمة:-
إشراك كافة الأطراف :-
التوقيع على اتفاق السلام بين الحكومة والجبهة الثورية استثني الترتيبات الأمنية التي تتطلب ضرورة إشراك كافة الأطراف فيها بما في ذلك حركتي عبدالعزيز الحلو وعبد الواحد محمد نور الذي يرفض مبدأ المشاركة في المفاوضات بصيغتها الحالية والنقاط التي شملها الاتفاق الأولي الموقع شمل كذلك المسارات الإنسانية والمشاركة في السلطة المركزية والولائية وهي ملفات تم إنجازها لكن المحبطين وأصحاب الاجندات يصرون على النظر للأمر من زاوية واحدة هي زاوية الأجندة الضيقه وردا على الجدل الدائر عن أن التوقيع على الاتفاق في ظل عدم حسم الترتيبات الأمنية وغياب فصائل رئيسية وتحميل ذلك للقوات المسلحة أقول إن هنالك حاجة للمضي قدما نحو تحقيق السلام والوصول إلى تفاهمات تمهد الطريق نحو تحقيق السلام الشامل في المستقبل القريب العاجل وعدم الالتفات لمثل هذه الأصوات المخزله والمحبطه لان ملف الترتيبات الأمنية يحتاج إلى المزيد من الوقت ويصعب حسمه خلال أيام نظرا لأنه يشكل أحد أهم أعمدة العملية التفاوضية والتعقيدات الكثيرة المحيطة به خصوصا فيما يتعلق بعمليات الدمج والتسريح وحقوق بعض الفرق والحركات