بورما د. أحمد عيسى محمود | السودان الخرطوم
يحكى أن أمن نميري قبض على رجل معارض يوزع في بيان. والمفاجأة كانت الأوراق بيضاء. مما أثار فضيلة المحققين. فاعترف الرجل بأن البيان يشرح فيه وضع البلد المتأزم. فقالوا له: (لم تكتب شيء في البيان). فكانت الإجابة: (وهل الواقع محتاج لكتابة؟؟؟). فصراحة ليتنا اليوم في ذلك العهد. فنحن الآن بدلا من توزيع الورق أبيضا وصل بنا الحال لتجميع الورق (مجانين). فالمتابع لا يرى على خشبة المسرح السياسي إلا أقزام بعقلية أطفال. الكل ضد الكل. فيكفي شرحا للواقع تأجيل إعلان الحكومة القادمة لأكثر من مرة. في الوقت الذي فيه عرف المواطن أن حمدوك النسخة الثانية صورة طبق الأصل للأولى. فنجد المواطن قد تفنن في التتريس. تارة بأنابيب الغاز وتارات أخرى (بحاجات تانية حامياني). وليت هناك بصيص أمل. بل الأمر يزداد تأزما على مدار الساعة. وحتى اللحظة الرواتب لم تصل. وهذا مؤشر لعصيان مدني. وهناك زيادات مرهقة على فواتير الضروريات الحياتية (الماء والكهرباء). في الوقت الذي فيه تمدد العجز الحكومي في الصحة والتعليم والزراعة… إلخ. عليه نقول: (إن المنتظر إنفراجا قريبا فهو حالم. فالحكومة القادمة هي إمتداد لسابقتها بل أسوأ. فصدقوني إن ما بني على المحاصصات فهو آيل للسقوط. فيصبح خيار الإنتخابات المبكرة هو المخرج. إن لم يكن نسخة بورما).