الشيخ إبراهيم عمر يكتب : حينما اهتز عرش الرحمن
الشيخ إبراهيم عمر يكتب : حينما اهتز عرش الرحمن
“حينما اهتز عرش الرحمن”
ما اعجب هذا الإيمان الذي يهتز لموته عرش الرحمن ماذا صنع صاحبه وماذا قدم بين يدي ربه ،وماذا بذل من عطاء وتضحية ؟!
هي ست سنوات قضاها في الإسلام انتقل بعدها الى جوار الكريم المنان ماهي هذه المواقف ،.ماذا صنعت حتى يهتز العرش لموتك !! .
ومن بين ثنايا سيرته العطرة نروي غليل تعجبنا ! ، تخبرنا بماصنع لنصرة دين الله عزوجل وتثبيت دعائمه وتقديم الغالي والنفيس .
منذ أول لحظة من إسلامه بانت مواقف النصرة والولاء ولاحت عزة الإنتماء .
حين قال: (فإن كلام رجالكم ونسائكم عليَّ حرام حتى تؤمنوا بالله ورسوله ، والله لا أكلم أحدًا فيكم حتى تؤمنوا بالله ورسوله.) .
بعد هذه المقولة ما امسى في قومه رجل ولا امرأة الا مسلم ومسلمة ،إنها قوة الإيمان في المواقف الفاصلة .
و موقفه يوم بدر حين أشار عليهم النبي صل الله عليه وسلم وهويكرر طلب المشورة فقال مقولته : (إذهب انت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون) .
ويتجلي الإيمان : (أفحين أكرمنا الله بالإسلام وهدانا له وأعزنا بك وبه ، نعطيهم أموالنا .. والله ما لنا بهذا من حاجة ، والله لا نعطيهم إلا السيف ! …).
ومن خالدات الدروس والعبر شدة بأسه على لئام بني قريظة الذين خانوا العهود والمواثيق .
كانوا يأملون فيه تخفيف الحكم لخيانتهم للنبي صل الله عليه وسلم في غزوة الخندق لمالهم من مجاورة ، لكنه رجاء الخائبين.
رجاء لامكانة له في مقام من لايخشى في الله لومة لائم .. فنزل حكمه مطابقا لحكم الله من فوق سبع سماوات .
انهامواقف ومشاهد عظيمة ثبتت دعائم الإسلام َوعززت من قوته ومكنت له .
إن عمره الذي عاشه على ظهر الأرض لم يتجاوز سبع و ثلاثون عاما … ست فقط منها في الإسلام .
بيد أن أثر عمره باق وخالد مادامت السموات والأرض … خلود يهتدي به المصلحون من حكمته ويستمدون العزم من همته .
واليوم ماذا صنعنا لحفظ الأمانة ولضمان سير السفينة الى وجهتها بسلام ؟! …فالأمواج الهائجة تحيط بها، والكلاب تعوي لجرف العقيدة .. و الذئاب تنهش في الأعراض.
إنه واقع مخيف ،مخيف من السؤال المنتظر يوم العرض الأكبر ماذا قدمنا للإسلام ؟! ..كم بذلنا من جهد ووقت في إعمار الدنيا لدرجة الانغماس فيها؟.
هل نحن نترقى ونسمو بأرواحنا ام أننا في حال من التدحرج ؟! .. هل نعمل لتحسين تديننا وتقوية صلتنا بربنا ام أصبحنا كالأنعام نأكل ونشرب .
كم أضعنا من أعمار ! من ايام وشهور ، وسنوات ؟! لم نقدم لله فيها شئ يذكر !.
شتان بين من عاش ست سنوات في الاسلام واهتز له عرش الرحمن ، لمواقف نصرته الخالدة ، وبين من عاش الستين ولم تهتز دواخله للأيمان ! .
زمان هذا يا سادة زمان الغربة والغفلة ، قل فيه الناصر والمعين ، فنحن اليوم أحوج مانكون لنصرة هذا الدين العظيم بدءا بأنفسنا .
اجعلوا من ذواتكم قدوات تذكروا الناس بألآخرة وأحيوا في قلوبكم الإيمان.
إن إعمال المجاهدة مع الأسرة و العائلة ومع زملاء العمل وبذل مافي الوسع هو من جهاد الساعة.
إن ربط همتك بهمة من عاش ست سنوات في الإسلام فأهتز له عرش الرحمن هو ينبوع يمدك بطاقة تحرك فيك همة عالية .
قد هيأوك لأمر لو فطنت له..
فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل .
التعليقات مغلقة.