مواطنو عطبرة يشتكون من العطش ومسؤول بالمياه يرد ويحذر
متابعات/ الرائد نت
في الوقت الذي اشتكى فيه مواطنو مدينة عطبرة للصحيفة من تعرضهم للعطش وانقطاع المياه المستمر لأيام رد مسؤول كبير في هيئة مياه مدينة عطبرة على شكاوى المواطنين المستمرة من العطش، وشخص كيفية حلول الأزمة بيد أنه أكد بأن أكثر ما يقلق المسؤولين بمياه عطبرة هو كيفية التصدي للمشاكل التي تنجم بسبب تلوث المياه خلال موسم الدميرة، ودعا في نفس الوقت الحكومة لتأمين مواد التنقية والمطهرات اللازمة.
وكان المواطن عمر الأمين عبيد الذي يقطن حي السكة حديد غرب المدينة قد اشتكى للصحيفة من تعرض ماسورة المياه الرئيسية (عشرة بوصة) للكسر بصورة مستمرة، الأمر الذي أدى لانقطاع المياه خلال الفترة الماضية قبل أن تتم صيانتها. وأشار إلى أن سكان الحي عاشوا معاناة كبيرة وتعرضوا للعطش لأيام كثيرة، وأشار إلى تعرض حي الداخلة الواقع كذلك على ضفاف نهر النيل من العطش.
وأوضح عمر الأمين أن خط المياه الرئيسي تم تركيبه قبل مائة عام من الآن أي إبَّان حكم الإنجليز، ولم يتم تغيير الشبكة حتى الآن، مبينًا أن هذا الخط لم يعد صالحًا صحيًا، خاصة أنه عندما قامت الهيئة لإصلاح الكسر حدث فيه تفتت للماسورة الرئيسية في بعض أجزائها. ولفت إلى أن المسؤولين بالهيئة أكدوا له بأن الوضع سوف يستمر هكذا ما لم يتم تغيير الشبكة القديمة اليوم قبل الغد، لأنهم لن يستطيعوا تشغيل الطلمبات الجديدة التي استجلبت ما لم يتم تغيير الشبكة حتى لا تحدث كسورات كبيرة.
أما المواطن عابدين عبدالرحمن فقد أوضح بأن حي الداخلة وهو الحي الرئيسي في المدينة الذي تمددت منه لاحقًا مدينة عطبرة وأصبحت بشكلها الحالي، يعاني أشد معاناة من العطش، وأن سكان الحي لا يستطيعون توفير المياه حتى باستخدام الموتور، مبينًا أن المفارقة تكمن بأن الداخلة عطشانة رغم أنها جارة لنهر النيل العظيم، ورغم ذلك يشربون الآن بعض الشيء من مياه بئر جهزتها وزارة الصحة لصالح مرضى الكلى بمستشفى عطبرة، لكن العجز في المياه كبير وأن البئر لا تكفي سكان الحي لذلك يتعرضون للعطش. (وكنت شخصيًا قد شاهدت أحد المواطنين وهو يحمل جردل مياه ليملأه من داخل نادي الوادي).
وأكد المواطن عبدالغفار حسن طه وهو يسكن حي المطار مربع سبعة بأنهم يعانون أيما معاناة من عدم توفير المياه، وأشار إلى أنها في العادة تقطع لمدة خمسة أيام متتالية في الأسبوع، ولا تتوفر بعد ذلك إلا باستخدام الموتور في الساعة الثانية صباحًا، مبينًا بأنه يسهر مع ابنه بنظام الورديات لكي يملؤون الصهريج الموجود بالمنزل والبراميل وعدد من الأواني لتكفيهم خلال المدة التي لا تتوفر فيها، لكن إذا ناموا هذين اليومين فإنهم لن يحصلوا عليها إلا بعد خمسة أيام أخرى، وأشار الى إنهم يملؤون أحيانًا حتى زجاج مشروب المياه الغازية. واستنكر التزام المواطنين بدفع تعرفة المياه كاملةً ومقدمًا ورغم ذلك فإنها بالكاد يحصلون عليها مرتين في الأسبوع.
وأشار المواطن (ع م) بأنه يسكن حي المطار مربع واحد لكن المياه ضعيفة في المربع، بيد أنه أشار إلى قيام مواطنين مربعات أخرى في نفس الحي يشترون المياه بالترلة.
وقال تاج السر أحمد نعيم بأن خطوط المياه الناقلة دائمًا تتعرض للكسور، ودعا إلى تغيير الخطوط من اثنين بوصة إلى ستة بوصة، مبينًا أن الخط الذي يسقيهم المياه دائمًا ما يتعرض للكسور أو ينغلق إبَّان موسم الفيضان بسبب تراكم الطمي، وأشار إلى أن المواطنين يشربون كدرًا وطينًاً ايام الفيضان بسبب عدم تنقية المياه.
ومن جانبه قال مواطن فضل عدم ذكر اسمه بأن سكان عطبرة يعانون كثيرًا خلال موسم الدميرة بسبب عدم تنقية المياه، وأشار إلى أن بعضهم تعرض للإصابة باسهالات مائية من قبل بسبب تلوث المياه وافترشوا حتى الأرض في عنابر المستشفى للعلاج من تلك الحالات.
ومن جانبه رد المهندس عماد الدين أحمد عبدالله إبراهيم رئيس قسم الكهرباء بمحطة مياه عطبرة القديمة على شكاوى المواطنين وأسئلة الصحيفة بالقول إنه لا توجد مشاكل بمصادر المياه لتأمين احتياجات سكان المدينة منها، وأشار إلى أن محطة مياه عطبرة الجديدة بالمقرن تنتج وحدها خمسين ألف متر مكعب يومياً من المياه، ويوجد بها ثلاثة طلمبات ضغط عالي لكنهم للأسف لا يستطيعون تشغيلها كلها لأن شبكات المياه بالمدينة قديمة ومتهالكة وهي من الأسبستوس. وأوضح إنهم يقومون الآن بتشغيل طلمبتين بطاقة متوسطة حتى لا تحدث انفجارات في الخطوط. وأكد أن هناك حاجه لإزالة الخطوط القديمة من الأسبستوس على نطاق المدينة، لكنه استدرك بالقول بأن تكلفة التغيير كبيرة، وأن هذا العمل هو عمل دولة صرف خاصة بأن المتر الواحد من الماسورة عشرين بوصه يبلغ أربعين ألف جنيه، بينما تبلغ الحاجه لشبكة عطبرة بطول خمسين كيلو متر. وأشار إلى ضرورة إزالة الشبكة القديمة واستبدالها بجديدة في أقرب وقت. وأشار إلى أن المشكلة الثانية التي تتسبب في نقص المياه وهي أن محطة مياه عطبرة القديمة الواقعة جوار سلاح المدفعية تحتاج لتأهيل كامل الطلمبات وأحواض الترسيب والفلاتر والمخازن الأرضية، لذلك لا تعمل بكفاءة تامة وأشار إلى أن المشكلة الثالثة تتمثل في النقص الشديد في عدد الفنيين ليس في مياه عطبرة فحسب وإنما في كل الولاية، مبينًا أن عدد الفنيين الموجودين يبلغ سبعة فقط للمنطقة من حجر العسل جنوب عطبرة وحتى محافظة البحيرة شمالها. وأشار إلى أن النقص كبير في مدخل الخدمة والوظائف الوسيطة مع وجود تضخم كبير في الوظائف الإدارية، وأشار إلى أن الفني الواحد يبلغ عدد المسؤولين عنه عشرة إداريين، مبينًا أن هذا الهيكل مقلوب ناهيك عن المرتبات الضعيفة. وأوضح بأنه مهندس خريج دبلوم لم يترقى منذ العام 1996 إلا على خلفية فك الاختناقات، مبينًا أنه ما زال في الدرجة السابعة بينما دفعته الذين يحملون نفس مؤهله هم الآن في الدرجة الثانية في مصلحة السكة حديد.
ونصح (حكومة نهر النيل) بمراعاة كل هذه المشاكل وإيجاد حلول لها واستيعاب فنيين من خريجي المدارس الصناعية في مداخل الخدمة حتى يتم تأهيلهم للمستقبل. وأشار أيضًا إلى أن بين المشاكل الكبيرة التي تؤرقهم الحاجة لتوفير مواد تنقيه ومطهرات للمياه، ليتثنى التصدي لتلوث المياه التي ترتفع خلال موسم الدميرة بسبب جرف المياه لمخلفات وبقايا الحيوانات الميتة والأوساخ، وإذا لم تتوفر هذه المطهرات منذ الآن فإن الإسهالات المائية والنزلات المعوية سوف تتفشى وسط المواطنين. ودعا أيضًا إلى تحسين أجور العاملين بالمياه الذين تمتد فترة عملهم إلى ساعات طويله بسبب الكسورات وغيرها من المشاكل التي يعاني منها المواطنون.
نقلا عن صحيفة الميدان
التعليقات مغلقة.