د. أحمد عيسى محمود يكتب: عصافير الوطن
الخرطوم/ الرائد نت
كتب الحلنقي: (هجرة عصافير الخريف في موسم الشوق الحلو). وما أكثر عصافير الوطن التي هاجرت بالأمس مع التيار الإسلامي العريض في موسم جهاد الكلمة. فقد برهن للعالم بأن السودان عصية على الاستعمار والمرتزقة. وللأمانة والتاريخ لم يصل الإسلاميون بإلتزامهم المنهجي درجة الملائكة. ولكنهم لم ينزلوا لمصاف الشيطان. كما فعل الكثير من بني جلدتنا. عليه نرى أن تحرير الخرطوم تم بالأمس بصورة أزهلت العالم. مليونيات في قمة التنظيم. ليس هناك مخروش أو مطلوقة بين الناس. الهتاف رحماني (التهليل والتكبير). والغاية قطع الطريق على سلولي الوطن الذين ارتموا في أحضان الغرب. وبهذا نجزم بأن المعادلة السياسية قد تبدلت بعد تلك المليونيات. صحيح فولكر لم يتجاوب مع الشارع. ولكنه سوف يبدل التكتيك حتى يستوعب المتغيرات. أي ما عادت خيوط اللعبة بالكامل بيده. وكذلك الحالة النفسية السيئة لقحت بعودة المارد الوطني الذي يتأهب للقيام بدوره الطليعي في حكم الوطن عبر الصندوق. وتلك حقيقة نراهن عليها بأنه الرائد الذي لا يكذب أهله. ولا يفوتنا السؤال البرئ للجنة أطباء الحزب الشيوعي. كم عدد القتلى والجرحى والمفقودين في مليونيات الأمس؟. لماذا لم تطلق الشرطة الغاز على المتظاهرين؟. لماذا إلتزم الناس بالسلمية لأبعد الحدود؟. وللحيادية والمهنية إن كانت موجودة كان حري بها إصدار بيان توضح فيه تلك الحقائق. إن كانت فعلا لجنة أطباء السودان عامة. إنها يا سادة أخلاق الإسلام وعزة الوطنية في النفس. مليونيات هدفها إرسال رسالة معينة لجهات معينة. وليس تنفيذ مخطط تدمير الوطن لحساب جهات أخرى. لذا عرف الشارع الفرق بين (زيد وعبيد). وهذه الزبدة التي يبحث عنها الإسلاميون منذ زمن طويل. ومليونيات الأمس بلاشك تمرين مبكر للإنتخابات القادمة. وهي قد أدخلت الرعب في نفوس الذين فجروا في الخصوم السياسية. وعند قيام الإنتخابات القادمة ليهزمن الأعز (الإسلاميون) فيها الأذل (قحت). وفق تقديرات المراقبين داخليا وخارجيا. وخلاصة الأمر قد نجد العذر للذين قبضوا الدولار من السفارات بعدم المشاركة في العرس الوطني. لكن كيف فاتت على حزب الأمة القومي لأنه أولى بالمناسبة. وحقيقة من وافق على السير خلف الدجاج (مريومة) ذليلا حقيرا. حتما سوف يصل لكوشة الشيوعي طائعا مختارا.