محمد عثمان الرضي يكتب : الشرق يستغيث فهل من مغيث

0

متابعات/ الرائد نت

شرق السودان يتميز بموقع جغرافي متميز ويحتضن أهم المؤسسات الإقتصاديه الهامه مما جعلته في محط الأنظار والإطماع المحلية والإقليمية والدولية

شرق السودان يحتضن المنفذ البحري الوحيد المطل على ساحل البحر الأحمر بطول 700ميل بحري وهذا الساحل البحري النقي والنظيف ظل قبله للسواح من مختلف بقاع العالم لممارسة رياضة الغطس في داخل أعماق البحر الأحمر وذلك بغرض الإستمتاع باالمناطر الخلابه من أسماك الزينة ومختلف الأحياء البحرية المختلفة

يتميز شرق السودان باأخصب الأراضي الزراعية في العالم وذلك بشهادة الخبراء والمختصين وعلى سبيل الزكر وليس الحصر مشروع دلتا طوكر الزراعي والذي يبعد حوالي 180كيلو متر جنوب مدينة بورتسودان والذي تأسس علم 1869في عهد الإستعمار التركي ويليه مشروع دلتا القاش ومشروع حلفا الزراعي بولاية كسلا بالإضافه إلى الزراعه البستانيه لاإنتاج الفاكهه بمختلف أنواعها والزراعة المطريه بولاية القضارف التي تمد البلاد باالحبوب الغذائية مثل الذرة والسمسم وغيره

شرق السودان يزخر بالموارد المعدنيه من ذهب فضه حديد منجنيز يورانيوم في سلسلة جبال البحرالاحمر التي تغطي مساحه مقدره في ولاية البحر الأحمر وخير دليل على ذلك منطقة أرياب التي تمد دولة فرنسا معدن الذهب والذي يحتل مساحه مقدره من إيرادات دولة فرنسا

يرفد شرق السودان خزينة الدولة بمليارات الدولارات من عائدات رسوم الموانئ البحريه في حركة السفن الملاحيه في نقل الواردات والصادرات إلى شتى دول العالم وخير دليل على ذلك الخسائر الفادحه التي تكبدتها خزينة الدولة من جراء إغلاق ميناء بورتسودان في خلال الفتره الماضيه

شرق السودان صنع الوجدان الفني والثقافي والإبداعي وأمد المكتبه الفنيه باالإذاعه والتلفزيون القومي بمنتوج ثقافي وإبداعي غير مسبوق وخير دليل على ذلك الأشعار والأغاني التي تغني بها معظم الفنانين الكبار في السودان كانت من منتوج شعراء شرق السودان وعلى رأسهم الشاعر محمدعثمان كجراي وبازرعه وأبوأمنه حامد وإدريس الأمير وتطول قائمة المبدعين والشعراء والعتبي لمن لم يزكر إسمه

شرق السودان الذي خرج أبطال مشهود لهم باالبساله والإقتدار في شتى المجالات الفنيه والعسكريه وعلى رأسهم البطل المغوار عثمان أبوبكر دقنه الذي شهد له الأعداء قبل الأصدقاء ببطولاته المشهوده والتي أصبحت تدرس في أعتى الأكاديميات العسكريه التي لاتغيب عنها الشمس دولة بريطانيا العظمى

بالرغم من كل هذه البطولات التاريخيه لاأبنا شرق السودان والتي لاتخطئها العين ولاينكرها إلا مكابر عجز السياسين في المحافظه على هذا الإرث التليد وأصبحت الخلافات والإنقسامات والتشظي والتشرزم من أهم السمات المميزه للساسه بشرق السودان

الأزمه الحقيقيه ليست في إنسان شرق السودان لا وألف لا ولكنها في القيادات السياسيه التي تأبطت الشرق وتحدثت باإسمه وفرضت نفسها من دون رضاءه وقبوله من دون تحقيق أي مكاسب حقيقيه على أرض الواقع

سيظل الشرق غارقا في وهدة الظلم والفقر والجهل والمرض مادام قياداته السياسيه غارقه حتى النخاع في بحور الإقصاء وعدم الإعتراف باالأخر وتقديم المصلحه الشخصيه الضيقه على المصالح الوطنيه العليا

الشرق سيتسلل من بين أصابعنا من دون أن نشعر وسيأتي اليوم الذي نتباكي على ضياعه حاكمين ومحكومين ولكن بعد فوات الاوان وصدقوني سيأتي اليوم وتتزكرون حديثي

القرارات الحكوميه الفوقيه والمعالجات الأمنيه والإستقطاب السياسي من مختلف الأحزاب السياسية لم ولن يحل أزمة الشرق بل سيزيد من تعقيدها الحل الأول والأخير للأزمه يأتي من أهل الشرق ذات نفسهم ولايتأتي ذلك إلا بتوسيع قاعدة التشاور بغرض الوصول إلى حاله من التراضي والتوافق

مجتمع شرق السودان معروف باالتسامح وإحترام الرأي والرأي الأخر ونحن مطالبون باإرساء وتمتين هذه القيم الإنسانيه النبيله التي تميز بها الأقليم الشرقي

نبذ خطاب الكراهيه والعنصرية البغيضه مدخلنا الصحيح في خلق مجتمع صحي ومعافي تتساوى فيه الحقوق والواجبات وتسود فيه حالة من التجرد ونكران الذات من أجل بناء شرق السودان

لابد من إختيار مجلس للحل والعقد من الحكماء وأصحاب الرأي السديد والقبول الجماهيري من أبناء شرق السودان ليقوموا بدور الناصح والمرشد لمن يحيد عن الطريق ووضع الأمور في نصابها وبذلك نستطيع إلى ترميم مايمكن ترميمه وننطلق إلى الإمام برؤيه واضحة المعالم

اترك رد