بكري المدني يكتب : تسقط مليون ولكن ماذا نريد ؟!

0

متابعات/ الرائد نت

تأخذني العبارات الواضحة للدكتور الواثق كمير في توصيف الأحوال والمواقف فعندما بدأت حكومة حمدوك في نسختها الأولى تترنح وبدأ البعض يتخوف من عودة الإسلاميين قطع بالقول (ان ذهاب هؤلاء لا يعني عودة اؤلئك)وبالأمس وصف الرجل الحراك الذي تلا قرارات 25اكتوبر وحتى الخميس الماضي بأنه(ثورة جيل ضد التاريخ كله)!

ذهب أعضاء حكومة حمدوك الأولى والثانية إذا ولم يعد (اؤلئك)واستمرت الثورة في الشوارع ضد التاريخ كله وبقي السؤال ماذا يريد هذا الجيل ؟!

بالقطع انه لا يريد حكم العسكر ولقد كشفت التجربة الماثلة انه لا يريد حكم الأحزاب ومن نافلة القول انه لا يريد عودة (الكيزان)ولقد تبددت أحلامه في الخبرات الدولية القادمة من خارج الحدود بدءا من حمدوك وليس انتهاءا بالبدوي

في البدء خرج جيل الثورة بشعار واحد وواضح (تسقط بس)وسقطت بس ولكن مع استمرار الفشل بدأ في إنتاج الدعوة للسقوط (تسقط تاني)و(تسقط تالت)وأخيرا اهتدى للقطع بأنها من المفترض ان (تسقط لمن تزبط)!

ان كان السؤال المقلق -أمس -وماذا بعد ان تسقط بس قد ضاع وسط هتاف الثورة الكبرى فإن الإجابة على السؤال المهم اليوم -ماذا يريد هذا الجيل الذي يرفض التاريخ كله انطلاقا من رفض الحاضر المشمول برموز وقوى التاريخ -الإجابة على هذا السؤال مهمة لأن ليست كل مرة تسلم الجرة -!

لنذهب للإجابة الافتراضية وأن جيل الثورة يريد المدنية (الشكلية)والتى تعني إخراج العسكر من المشهد السياسي كلية في الفترة الإنتقالية وتكوين سلطة مدنية بنسبة 100% تضع حتى الأجهزة الأمنية تحت رقابة الأجهزة المدنية -ان افترضنا أن هذا هو المطلوب وهذا هو المثال فمن يشكل هذه السلطة المدنية وممن وكيف ؟!

ان كان شباب الثورة قد أسقط بس حكم (الكيزان)ورفض بعد التجربة المرة حكم الخبرات الدولية وأحزاب (قحت1) و(قحت2)ولافتاتها مثل تجمع المهنيين فما هي الجهة أو الجهات التى من شأنها ان تشكل سلطة مدنية كاملة وبنسبة 100%وترضى تطلعات الشباب ؟!

لنمضي للافتراض الثاني وإن (لجان المقاومة )هي القوى الثورية التى يحق لها تشكيل السلطة المدنية فهل هذه اللجان وهي عبارات عن شبكات ذات طبيعة اجتماعية في الأحياء والمدن قادرة على تشكيل السلطة المدنية وهل متشابكة وموحدة بما يكفي وهل هي بعيدة كلها عن التأثير الحزبي ؟!

ليس هناك أحد لديه مصلحة في السلطة الانتقالية الحالية والقلة التى كانت لها مصلحة (شالها السيل )ولكن حتى (تزبط) فإن ثمة الكثير من الأسئلة في حاجة للكثير من الإجابات قبل أن تسقط !

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.