المقدم الركن إبراهيم الحوري يكتب : الشهد والدموع
الخرطوم | جوال الخير
تخدم الإدارة القومية لخدمات بنك الدم (استاك) 4 ألف مواطن شهرياً تقوم بأعباء عظام وانقاذ أرواح أنهكها المرض لا تتدخل مباضع الأطباء إلا بعد أن يوفر لهم الدم اللازم ولا تستقبل غرفة صرخات المواليد من عملية قيصرية إلا بعد أن تكون كلمة المركز حاضرة
تجدهم من بين تعب ونصب يمنحون النفوس الحياة تصحبها ابتسامة بدون تزلف يستقبلون المحتاجين ببشاشة ويوفرون احتياجاتهم بلا من ولا أذي.
فيهم وعنهم تتجسد معالم المروءة والأخلاق شباباً كالأزاهير إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤأً منثوراً يعملون بلا كلل ولاملل وفي ظروف قاسية تشابه حياة الجندي في الميدان لايتعللون بضيق ذات اليد التي لا تخطئها العين المجردة ولايقفون محتجون بالإمكانيات الشحيحة التي ألقت بظلالها السالبة على بيئة العمل المتردية مكيفات خارج الخدمة وثلاجات خربة وسقف مهتريء وعدم وجود ماء ومعاناة فائقة مع المواصلات عربات معطلة ومباني مهملة وعدم وجود استراحات وحمام واحد للمتبرعين وطاقم العمل
ألم أقل لكم ماأشبههم بالمحاربين في سوح الوغى
صحيفة القوات المسلحة تجولت داخل هذا الصرح الطبي المهم وخرجت لكم بتحقيق مثير تلحظون فيه شهد الفريق العامل وتسكبون فيه الدمع الثخين على بيئة العمل
ولكن بدلاً من أن نلعن الظلام سنوقد شمعة. صحيفة القوات المسلحة تطلق مبادرة لإعمار هذا الصرح العظيم من أجل البسطاء وحتى نضمن له الاستمرار
سيادة اللواء المعز العتباني كان حضوراً مع الصحيفة والأخ الرائد مهندس (م ) إيهاب أحمد وعقدنا العزم على أن نكمل المشوار إن شاء الله لصيانة مؤقتة تعين على العمل
سنستنفر أفراد القوات المسلحة الميامين ليتبرعوا للمركز، فالمغاوير الذين يرون أرض الفشقة بدمائهم سيغطون بإذن الله النقص في معمل الدم . .أيضاً ثمة مبادرات كثر وصلت إلى المعمل ليكون لها سهم الإعمار وتتجلى روح المروءة والشهامة في هذا الشعب الطيب.