ظلال الرصاص .. فتاة تسرد كابوس الزواج تحت تهـ.. ـديد الســــ،،ــلاح
“كنت أعيش في فيلم رعب مخيف، لم يكن زواجًا بل اغتصابًا يوميًا، تحت حراسة مسلحة.”
بهذه الكلمات البسيطة والموجعة، تبدأ فتاة لم تتجاوز الـ17 عامًا سرد قصتها التي تحمل في طياتها الألم والظلم، وتكشف عن واقع مأساوي تعيشه مئات الفتيات في ولاية الجزيرة، حيث تتحول أحلام الطفولة إلى كوابيس لا تنتهي.
السلاح كقيد والقهر كقاعدة
في قرية صغيرة بالولاية الجزيرة اقتحمت قوات الدعـ..ـم الســــsــريع منزل الفتاة وأجبروا والدها على توقيع وثيقة زواج تحت تهديد السلاح وإطلاق الرصاص، مشهد لم يكن مجرد انتهاك لحقوق الإنسان، بل جريمة مكتملة الأركان بحق الطفولة والكرامة.
و عند اقتياد سماح أسم “مستعار” إلى مدينة ود مدني، عاصمة الولاية، وجدت نفسها في منزل تحكمه قواعد صارمة من الصمت والخوف.
وجدت سماح نفسها بجانب نساء أخريات يعملن في المطبخ والتنظيف بلا كلام، مجرد أدوات في يد حراس مسلحين، كل يوم يحمل حمولته من القهر والوحشية.
بحسب حديث سماح “للرائد ” فإن زوجها، قائد بارز في قوات الدعـــ..،ـــم السsريع، محاطًا بعدد كبير من الحراس، حيث كان يردد لها صباحًا: “لقد اشتريتك بمالي، ومطلوب منك أن تصمتي.” هذه الكلمات ليست مجرد جملة، بل شهادة على واقع يحطّم روح الإنسان ويشوه حياته.
أيام من الجحيم
طوال فترة وجودها في ذلك المكان ، عاشت سماح تحت حراسة مشددة، محاصرة بالصمت والتهديد. تصف تلك الأيام بأنها “فيلم رعب مخيف”، حيث لم يكن هناك ملاذ، ولا صوت يُسمع إلا صوت القهر.
وتقول “لن أنسى ما فعله بي ذلك الرجل… لن أسمي هذا زواجًا، بل اغتصاب مستمر وزواج متعة.”
و بعد مرور فترة بسيطة تمكنت أسرتها، بمساعدة أقارب ومعارف، من استعادتها لكن الأثر النفسي لما مرت به ما زال حاضرًا في كل تفاصيل حياتها على حد قولها .
مأساة تتكرر
هذه القصة ليست حالة فردية، بل نموذج لحالات كثيرة تشهدها مناطق النزاع في السودان ، حيث تُمارس الانتهاكات الجنسانية كأداة حرب. تقارير حقوق الإنسان تؤكد أن الزواج القسري والاغتصاب والاستعباد الجنسي باتت أسلحة تُستخدم لتدمير المجتمعات وإذلال ضحايا الحروب و أكدت مصادر حكومية سودانية أن قوات الدع ـم الســـ،،ـــريع أجبرت عشرات الأسر على تزويج بناتهم القاصرات تحت تهديد السلاح، مشيرة إلى تسجيل (64 )حالة زواج قسري في مناطق متفرقة.
وفي السياق، كشفت رئيسة لجنة الانتهاكات بولاية الجزيرة، نُهى جبارة “للرائد “، أنها وثّقت (51 ) حالة اغتصاب لقاصرات وأوضحت أن “الزواج القسري لا يُعد زواجاً شرعياً، بل هو شكل من أشكال الاغتصاب، لأنه يتم تحت تهديد السلاح والإكراه المباشر”. وتقول رئيسة مكافحة العنف ضد المرأة في السودان سليمي إسحاق : سجلنا أكثر من 1,385 حالة اغتصاب وعنف جنسي في مناطق كانت تحت سيطرة قوات الدعم السريع و لكن الأرقام الحقيقية أعلى من ذلك و السبب في ذلك صعوبة الوصول إلى المناطق المتأثرة، خاصة في ولايات دارفور العديد من المناطق مغلقة أو يصعب الوصول إليها بسبب النزاع المستمر.
“وفي ختام حديثها تقول سماح: اضطرت لترك الدراسة ومغادرة السودان بعد ما تعرضت له، وكان وضعي النفسي سيئًا جدًا كل يوم أحلم بالعدالة وأخذ حقي من ذلك المجرم.”
وفقاً لمصادر حقوقية، بات توثيق هذه الانتهاكات بحق النساء صعباً نتيجة ظروف الحرب والعنف المصاحب لها. لهذا، تتوالى هذه القصص ومعاناة نساء السودان نتيجة لغياب أي اطار للمحاسبة ووقف الانتهاكات، ولكن ذلك يُضاعف مسؤولية المجتمع الدولي والجهات الحقوقية، بحسب ناشطات حقوقية.
“سماح”، اضطرت لترك الدراسة ومغادرة السودان بعد تجربتها. ورغم فكاكها من هذا الزواج، لكنها ما زالت تأمل “بالعدالة وأخذ حقها من ذلك المجرم على حد ووصفها.
السودان: رفقة عبد الله
التعليقات مغلقة.