بعد الغروب | بدر الدين حسين يكتب: للسبت ترويح..!!

0

الخرطوم/ الرائد نت

سيدي لا ادري كيف اكتب اليك، وماذا اقول، وهاقد اصبحت لغة الكلام بيننا لا تخدم غرضا، وربما لا تسمع انت كلماتي، الا ان جرحنا نازف بفقدك الجلل، والماقي من شدة نزيف دمعها اصابها العطب، فهل سيدي تسمعني، بعد ان اطبق الصمت على كل الامكنة وانت تغادرها غير مكترث.
سيدي كنت كمالنسمة متى اطل وجهك الباسم الوضاء بفعل الوضوء ونقاء السريرة ، تحيل المجلس متى ما انضممت اليه اليه لانس جميل تتخلله الاية،والحديث، والاثر، والسيرة، والطرفة ،وعذب الكلام، وجميل الخصال، وروعة الادب، ووقار العلماء، وغزارة علم الفقهاء ،وروح المعلم ،وحصافة الحكيم، فاي نوع من البشر كنت سيدى عمر ابو عبيد.
سيدي لقد كانت مخالطتنا لك محدودة الزمن، الا انها كانت طويلة الاثر فينا، تعالج القضايا باسلوب عجيب، وتفكر خارج الصندوق دوما، وتضى كل المساحات المظلمة حينما تنبري تحلل وتربط الاحداث بالسيرة والتابعين وتظل تستدل بالقران ثم تمزج ذلك في نهاية حديثك بملح من روح نفسلك الجميلة.
سيدي فوق هذا وذاك كنت قويا عند الحق، لا تتلجلج، ولا تداهن، كانك تحمل روحك بين يديك غربانا ليصبح الحق ابلج والباطل لجلج.
سيدي كثير من الناس يفارقون هذه الحياة فيصبر الناس علي فقدهم، وربما في احوال لا يذكرهم احد، الا ان فقدك جعل الصبر لا يقوى على الصبر ، واوجع قلوبنا، وساقنا إلى مساحات الحزن مكتوفي الايدى، عاجزين عن الفعل، واجمين.
غير ان نور الرجاء والامل في خالق السموات والارض ربط علي قلوبنا، والزمنا الصبر سيدي، فان كنا نمني النفس بان تمكث فينا بعد هذا اعوام واعوام، الا اننا نحسب ان الله اعد لك مكانا خيرا من مكانك بيننا، وعوضك اهلا واصدقاء ومعارف واخوان خير من الذين رحلت عنهم، فطوبى لك بنعيم مقيم باذن من الله، ونحن من بعد فقدك لا نشهد فيك الابما نعلم.
سيدي لقد عاشرناك ونشهد الله لم نسمع منك الا كلم طيب، وراي سديد، وتوجيه بلطف، ونقد هادف، واصرار على التقدم والنجاح، فتعلقنا بك وظللنا نترقب اللقاء بكم لننهل من معينكم ونتعلم.
سيدي نسال الله ان ينزلك منازل الشهداء والصالحين، وان يترفق بك، ويشملك برحمته وعنايته ولطفه بقدر ما قدمت لشعبك واهلك وامتك.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.