ياسر الفادني يكتب: محطة سراج حيث لا سراج !
الخرطوم/ الرائد نت
محطة سراج القابعة بمدينة أمدرمان على بضع أمتار من كبري الفتيحاب ، لو زرتها تري في صينيتها وحواليها العجب ، لاسراج فيها يضي غير لمعان الأحجار و(الانترلوك ) التي صارت متاريس وتم إقتلاعها من جنبات الشارع بالقوة ! وعلي( عينك ياتاجر ) ! ، لا تري غير أعمدة الإنارة واعمدة الإعلانات التي رقدت تسد الطريق واصحابها يقلبون أكفهم على ما أنفقوا فيها ، لا ترى غير صبية حولها بعضهم مأجور وبعضهم يعتبر هذا المكان للتسلية ليس إلا !!
محطة سراج هذه بخراب طرقها والفوضي التي لحقت بها وغضب المواطنين الذين إن أرادوا الخروج بعرباتهم يسلكون طريق راس الرجاء الصالح حتى يصلون كبري الفتيحاب والعكس هو الصحيح ، محطة سراج و بعض شوارع الخرطوم تحكي قصة وطن عمت فيه الفوضي ولا رادع ، تحكي قصة شعب كل من يأتي إليه حاكما يظن فيه خيرا لكنه يصير أسوأ من الذي سبق ، قصة شعب كل حقبة تأتي إليه تلعن سابقتها ولا جديد يذكر… بل ماض بائس يعاد
السؤال الذي أريد أن أوجهه إلي الذين يفعلون هذه الفوضى ماهي النتيجة؟ ، هل هذا أسقط الحكم ؟ وهل تم ترسيخ المدنية ؟ وهل هذه هي المدنية التي تهتفون بها مغلظة الألف المدود المصنوع وتكرار الواو علي آخرها؟ ، الإجابة لا بل النتيجة خراب الشوارع وسرقة الانترلوك و إهدار أموال الدولة بالخراب ، من أنشأ هذه الشوارع ورصفها وجعل الانترلوك يزين جنباتها ومنتصفها بلاشك هي الدولة وصرفت عليها مبالغ ضخمة من دم المواطن فمن يعمرها بعد الخراب؟ هل (الشير ) !! الذي علموكم له ارزقية السياسة يعمر طريقا أو يصلح خرابا قمتم به ؟
الدولة هي التي تعيد رصف ماتم من خراب ومن دم وعرق المواطن نفسه ، إن كنتم تحسبون أن التتريس والتضييق على المواطن و العربات في حركتها وخلق وضع مأزوم هو وطنية وتعبير سلمي (خموا وصروا) !
للذي لا يعرف ان شوارع الخرطوم في ستنيات هذا القرن وسبعينياته كانت تغسل بالماء والصابون ، عاصمة كانت آنذاك مشرقة تشبه أهلها الذين يخرجون الغالي والنفيس من أجل جعل وجهها مشرقا ، كيف هي الآن؟ هل تتطور إلى الأحسن أم إلي الأسوأ ؟، الحالة السيئة جدا التي تعيشها الخرطوم والمدن الأخرى سبهها الخطل السياسي والكذب والمداهنة و(حشاش بي دقنو) التي ظلت صفات حمدوك وزمرته والذين ليس لهم غير الإنجازات الصفرية
مايحدث في شوارع الخرطوم لايحدث في شوارع أي دولة أخرى ، هي أفعال شاذة يعاقب عليها القانون وينبذها المواطن ولا يقبلها حتى العرف ، على الدولة أن تفرض هيبتها بالقانون والحفاظ على الممتلكات وممتلكات المواطن من الخراب فهذا (كلام فارغ)…. والكلام الفارغ…. لا يحسمه إلا الحكام .
التعليقات مغلقة.