ياسر الفادني يكتب: الطريق إلى جهنم
الخرطوم/ الرائد نت
كل الطرق تؤدي إلى روما هذا مثل نسمعه ، لكن هنا في الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي يمكننا القول : كل الطرق السياسية التي نراها الآن تؤدي إلى جهنم ، الطرق التي تسلكها الحكومة ، الطرق التي تسلكها اليوينتامس والحركات المسلحة والمعارضة المتطرفة ، كل الطرق الرديئة التي يسلكها هؤلاء لاتخدم هذا الوطن ، اختفت تماما على أرض السودان الطرق المعبدة تعقلا ورشدا وحصافة وحكمة ويا أسفاي على ذلك
الثلاثون من يونيو القادم هو طريق إلى الجهنم السياسي الذي لايبقي ولا يذر ، هذا اليوم المدفوع القيمة مقدما من جهات ليس لها رغبة في إستقرار هذه البلاد وليس حبا في شعبه ولكن هي مفسدة أريد بها ضررا ، الأموال التي ضخت لهذه الفعالية وتوزعت بين السماسرة السياسين ، لم أسمع بتجارة في الدم إلا في بلادي ولم أسمع أن هنالك سماسرة في هذا المجال إلا هنا !! ، تقسم هذه الكيكة على الكبار أولا ومن ثم يوزع فتاتها على (ملوك الاشتباك) و(غاضبون) وصناعية التتريس !!
ركوب الراس هذا المصطلح الذي ظهر سياسيا في هذه الحقبة من الحكم هو طريق إلى جهنم عليها إثنا عشر مورد للهلاك أولها الموت وثانيها الخراب وثالثها ضياع وطن ورابعها حتي الأخير منها هجين قذر يولد من الثلاثة ، ركوب الراس الذي نراه الآن يشبه الثور الذي يركض بسرعة نحو حائط خرصاني ضخم ، يجب أن تتغير هذه الجملة الجهنمية البغيضة إلى جملة أخري وهي تعتبر ولوج عبر باب الريان لدخول الجنة السياسية وهي جملة (ركوب العقل )
(الهبنقات) السياسية ولعل الهبنقات مفردها هبنقة ما أكثرهم في المشهد السياسي الآن هم أيضا يعبدون الطريق إلى جهنم ، هبنقات لا ندر من أين أتوا ، ظهروا فجأة…. وتقلدوا شؤون الحكم فجأة….. وتسلطوا وتجبروا و أسقطوا فجأة….. ويسعون للعودة مرة ثانية فجأة!
الإنفلات الأمني والقتل والتشريد والحرق الذي يحدث في دارفور والهشاشة الأمنية هناك هي طريق إلى جهنم بلا جدال ، إتفاقية سلام جوبا هي فرعية في هذا الطريق، الاتفاقية التي لم نر فيها السلام ولا الأمن ولا التعمير فقط نرى أشخاص تصرح هنا وهناك كلام يقبع فيه شكل السوفسطائية والحديث( الخارم بارم) الذي ليس فيه جديد يستفيد منه اهل دارفور ، إتفاقية جوبا أسقطت تماما لهجة نحن نقاوم التهميش ونحن اهل الهامش ، الذين كانوا ينادون بذلك الآن سكنوا الخرطوم ولم يسكنوا في معسكرات النازحين ولاحتى يستطيعون زيارتها والتحدث إليهم
في بلادي الطرق إلى جهنم كثيرة ، أما الطرق إلى الجنة السياسية كثيرة وما أجملها بعضها هو حب الوطن وهو التفاني من أجله وعدم بيعه في سوق النخاسة السياسي بدراهم عمالة ، الطريق إلى الجنة هو تقلد الحاكم الراشد العادل الذي يُظلم لكن لايظلم الحاكم القوي الذي لا يخشي في الحق لومة لائم وغير المتردد والذي لايسعي إلى السلطة ، الطريق إلى الجنة يأتي عبر التوافق الشامل وعدم الاقصاء لأي جهة مهما كانت
إذن في هذه البلاد نار التدهور والفتن في كل شييء و جنة فسيحة لكن لا يسعى إليها ، المشهد لايخرج من جحيم لايطاق كالذي نعيشه الآن أو جنة عرضها مساحة هذا الوطن الطيب ، فمتى نساق إلي هذه الجنة زمرا ؟ في عالم السياسة لا توجد منطقة وسطى مابين الجنة والنار.
التعليقات مغلقة.