الصادق مصطفى يكتب: ٣٠ يونيو وتجفيف الثلاثية

متابعات/ الرائد نت

عندما قال المناضل المحامي صالح محمود في مؤتمر صحفي محضور بدار الحزب الشيوعي عقب عودتهم من جوبا وكاودا، أن ولد لبات ممثل الاتحاد الأفريقي يجب أن يعلم أن دوره قد انتهى وعليه أن يرحل لم يقل ذلك من فراغ، حيث كان الرجل الذي ألف كتابًا عن السودان لم يكن فيه منحازًا للواقع التاريخي ولا حتى الشخصيات التي كانت مثار مؤلفه، يبدو أن غرضه من هذا الهراء هو لعب دور يومًا ما، ها قد أتى، عندما أجبر العسكر الاتحاد الأفريقي بإنقاذهم من آلية فولكر الذي طالب الإسلامويون بأبعاده من السودان، وفشل العسكر في طردهم فوضعوا آمالهم في ولد لبات ممثل الاتحاد الأفريقي، الذي ظل ملتصقًا كالقرادة ظانًا أنه يستطيع مص الدماء مثلما فعل مع الوثيقة الدستورية لم يفتح الله عليه بكلمة واحدة في حق العنف والقتل اليومي، ولم يراعى في انحيازه الفاضح للعسكر حتى قرار الاتحاد الذي يمثله والذي علق عضوية السودان بعد انقلاب ٢٥ أكتوبر الذي حول البلاد لجحيم لا يطاق، وأطلق العنان للفلول وتطايرت أياديهم نحو الأموال المدفونة وهذا ما يزيد من سيلان لعاب ممثلي القارة الأفقر في تاريخ البشرية، فتمدد وجوده لاستيعاب الحركات المسلحة المقربين من العسكر ونام في أحضانهم حتى ساعة غداء فندق سلام روتانا الذي كان سبب انسحاب الاتحاد الأفريقي، القرار الذي كان الخاسر منه عسكر السودان وولد لبات.
وظلت الحرية والتغيير حتى قبل الانسحاب بساعات تصدر تصريحًا بأهمية دعم موكب ٣٠ يونيو كانت متمسكة بالآلية الثلاثية التي يوجد بها ولد لبات، الذي أشار لدوره السالب الحزب الشيوعي في وقت مبكر، ورغمًا عن ذلك يدعون أنهم يمارسون السياسة، وإذا كان لقحت ومن كان يعتقد أن الاتحاد الأفريقي وحتى فولكر سيدفعون البلاد من كبوتها، كان لهم ذرة من الكياسة والنضال الحقيقي من أجل الوطن كما يدعون لانسحابه من هذه المعمعة التى حكم الشيوعي بخوائها باكرًا.
وأن تأتى متأخرًا خير من أن لا تأتي فكما أنكسر الأفريقي في ربع الطريق بفعل الضغط العارم وصمود المقاومة وصوت الشارع المجلجل، سيتوقف حتمًا فولكر نفسه في منتصف الطريق لأن الشارع قال كلمته لن يقبل بأي إرشادات ولا مسميات لم تنبع من نضالاته وتضحياته وتقود للعودة لوراء (اللاءات الثلاث)..
فالتغيير الجذري هو مبتغى لا تستطيع أي قوى مهما كان وزنها أن تثني أو تحول دون تحقيقه.
فإن خرج علينا المؤتمر الشعبي بإعادة الأسطوانة المشروخة بأن ١١ أبريل انقلاب نفذه الإسلاميون على الإسلاميين، وأن الشارع لن يستطيع إزاحة البرهان بما يعني أنهم معه ولن يخرجوا في ٣٠ يونيو إلا دفاعًا عنه فلينظروا للواقع الذي خلفه العسكر الذين يتشدقون بمواقفهم، فقد غادر ياسر العطا إلى القاهرة ويفكر الكباشي بإعادة فحوصاته بالأردن كتفًا بكتف مع الناظر ترك، والبرهان سيؤدي فريضة الحج والإقامة بالسعودية، أما حميدتي فقد أعلن أمس أنه ذهب للجنينة بأكله وشرابه وسيقضي بها ثلاثة أشهر كاملة، والمعروف أن الجنينة أقرب لدول مجاورة من القصر الرئاسي بالخرطوم، فهنيئًا لثوار الشارع وربنا يخلف لأهل الحركات المسلحة وتوابعهم من الهمج الذين يتباكون على ما فعلته قحت مع العسكر كأنها المعركة الأساسية.
أما قحت فستتسلم السلطة ولكنها لن تمكث بيدها بفعل الصاعق العنيف الذي سيأتيها من كل الجبهات ولن ينفع منسوبهم الجديد منور أو مفضل سمه ما شئت..
وتبقى ٣٠ يونيو هي الحد الفاصل ما بين ديل وديل..
ما بين دين ودين،،
والنصر للشعب المقاوم..
دمتم والسلام..

نقلا عن صحيفة الميدان

التعليقات مغلقة.