بعد الغروب| بدر الدين حسين يكتب: رسائل علي كرتي (٥-٥)
الخرطوم/ الرائد نت
وكرتي حينما يذهب في الحوار تجاه عضوية الحركة الإسلامية فانه يرتدي عباءة الحكمة، والزهد، وتجاوز السهام، التي تناوشته، ويرسم خطوط ما بعد المعركة، والتي تقوم على تجاوز العثرات والهفوات والصغائر وترتقي باتجاه الغايات الكبيرة، سلامة الوطن السياسية، والاجتماعية، والثقافية، والعقدية، وتهيئة المناخ السياسى الراشد، وخلق الوئام المجتمعي.
لقد كان ظهور كرتي اعلان لمنسوبي الحركة الإسلامية، بان الحركة لا تتعامل بالفعل ورد الفعل، لان لها باع طويل في السياسة والحكم، وتعمل وفق استراتيجية قائمة على تقديم مصالح البلاد والعباد، على مصلحتها وانتصارها لذاتها، وقد نجحت عبورا لهذه الفترة المظلمة من تاريخ حكم البلاد.
كما انه قدم تنويرا لعضوية الحركة التي لم يكن جزء منها مدركا ان كرتي كان نائبا للامين العام، في اخريات ايام الانقاذ، وهذا ما دفع به إلى موقع الامين المكلف، عقب حبس الامين العام من قبل حكومة القحت، فلم يستنكر كل سهم تناوشه، لانه يدرك حماسة القواعد وتطلعها، وحرصها ان لا تكسر للحركة قناة، فوجد لهم العذر، واوضح لهم تقديرات قيادتهم في ذلك الظرف الدقيق، والتي اثبتت الايام انها كنت صائبة واكسبت الحركة ما لم يكن بالامكان حصاده بالمدافعة.
كان واضحا ان كرتي يريد ان يقول لعضويته ان الحركة والحزب في هذه المرحلة جسم واحد، فَوحدوا صفوفكم وتفرغوا لمهام عظيمة في قادمات الايام.
كما اعلمهم بان هذا الظهور اعلان عن انطلاق جديد،وبرؤية جديدة، يقدم من خلالها الشباب ويساندهم الشيوخ، وان قيادته للحركة في هذا الظرف استثنائيه، ومتى ما استقرت الامور فانه سيبرح موقعه، وفي هذا رسالة قوية لكل من شكك في الرجل ونواياه.
حوار الاستاذ علي كرتي كان حدث الساعة، والساحة، تسمر الكل امام الشاشات وارتفعت درجة المشاهدات على الوسائط والكل يترقب منه الكثير ، فتحدث الرجل على قدر الرسالة التي اعدتها حركته، والتي تضمنت على عدد كبير من التوجهات، التي ستكون سمة المرحلة القادمة.
البوستات، والتغريدات، والمقالات، والاعمدة، التي كتبت عن اللقاء، كانت موشرا واضحا على درجة تاثير الحركة الاسلامية على المشهد السياسي، وانها الرقم الذي لا يمكن تجاوزه في بناء المشهد السياسى القادم.
التعليقات مغلقة.