شهب ونيازك | كمال كرار يكتب: المخطط الخبيث

متابعات/ الرائد نت

منذ أكتوبر ١٩٦٤ وإلى الآن يستمر مسلسل سرقة الثورات، فالقوى المتحالفة مع الاستعمار، عملاء ووكلاء الإمبريالية، وبقايا الإقطاع.. احترفوا التآمر على الثورات، وقطع الطريق عليها لتظل بلادنا في مربع الجهل والفقر والمرض.. ولا غرو فالأجيال الحالية لا تعرف أن لقب السودان الذي اشتهر به بعد الاستقلال هو (رجل أفريقيا المريض).. والأجندة الخبيثة تود له أن يكون مريضًا للأبد..
حكومة أكتوبر الأولى ضمت قوى الثورة من عمال ومزارعين، ولكن التآمر أطاح بها في خلال ٦ شهور، وسرقت الثورة تحت ستار الانتخابات المبكرة.
وجاءت انتفاضة مارس أبريل التي أطاحت بالنميري ونفس التآمر كان حاضرًا، وقاد الفترة الانتقالية مجلس عسكري ومجلس وزراء ضم الكيزان تحت لافتة تكنوقراط، جمدوا كل مطالب الشعب، وفصلوا قانون انتخابات على مقاس حرامية الثورات، وانتهت ثورة الشعب.. وعدنا للمربع الأول.
وبعد ثورة ديسمبر.. يراد تكرار السيناريو.. مجلس سيادة يقوده مكون عسكري من فلول النظام البائد، وحكومة تكنوقراط من الفلول وعملاء الاستعمار، والهدف تهيئة الأجواء لانتخابات مضروبة، وتصفية الثورة.. وعودة نفس الواجهات القديمة لحكم السودان، هذا هو هدف التسوية السياسية التي ستصفي ثورة ديسمبر كما يحلمون.
وعشية انتخاباتهم المبكرة، سيشكلون مفوضية انتخابات يرأسها الفلول، ولجان انتخابية مهمتها سرقة الأصوات، وسيرفع الحظر عن المؤتمر الوطني، والمجلس التشريعي الذي سينتخب سيكون نسخة طبق الأصل من المجلس الوطني الانقاذي.
وسيشهد العالم زورًا على صحة الانتخابات المزيفة، طالما كانت نتيجتها نظام سياسي تابع وعميل وقراره في واشنطون والرياض وأبوظبي.
القوى المتآمرة الآن لا تفهم أن هذه المعادلة تغيرت، وإن لجان المقاومة تحرس ثورتها، ولن تسمح بسرقتها.. ومع اللجان، شعب باسل، وقوى سياسية واجتماعية ثورية، لن تنهزم أمام الحرامية والفلول…
وأي كوز مالو؟

نقلا عن صحيفة الميدان

التعليقات مغلقة.