بالمرصاد | الصادق مصطفى الشيخ يكتب: المعمل المدني
متابعات/ الرائد نت
عند انتظام الحراك الجماهيري الواسع وبروز تجمع المهنيين المنتخب، وجد دعاة الهبوط الناعم وهواة الليبرالية الجدد تعاوناً ودعوة من منظمات كان نتاج اتصالاتها العمل وسط تجمع المهنيين والمقاومة، لمعرفة كنههم ومن أين يستمدون كل هذا الحضور والألق الشعبي وتحدي آلة القمع الرسمية وغير الرسمية هذا ظاهرياً. أما المراد فهو اختراق هذه الجهات أو تحييدها في إطار المفهوم الغربي للحراك في الدول النامية، ويبدو من تركيبة الاسم (المعمل المدني) أنه يحمل اشارات ضد العسكر وأن توجهاته مدنية خالصة، وربما يكون ذلك واضحاً من خلال المحاضرات التي قدمت للمستهدفين، لكن ذلك لا يعني المدنية الخالصة، ويكفي النظر لاستقطاب المستهدفين فيها ناحية أمنية واضحة، فلا يمكن اجلاس قيادات الحراك في العاصمة والولايات ولا الوصول اليهم بغير معرفة وعلم جهات أمنية، هذا فضلاً عن دور الاستخبارات القارية والغربية في مجريات الثورة المجيدة، دون احتياج لإبراز زيارات الوفود المعنية في أوقات متفاوتة لبلادنا، تزامنت مع بروز المعمل المدني وتسريب نشاطه وما اتهامه بالضلوع في فركشة ندوة شمبات إلا خير دليل لعلاقته الأمنية، وإن كان قد تم نفي المعمل لهذه التهمة التي سبقها اتهام المعمل بقتل أحد الثوار، ثم اعتذرت الصحيفة التي نشرت الخبر وقبل المعمل اعتذارها.
مؤخراً كشفت عناصر في لجان المقاومة أنهم تلقوا دراسات ومحاضرات في هذا المعمل، وأنهم كانوا يعتقدون أن المعمل يرتب لفايدة كافة عناصر المقاومة والحراك الثوري تدريباً وتأهيلاً، ليكون شباب المقاومة في مكانة لا تقل عن اعضاء المجالس الحاكمة، البلاد مقبلة على انتخابات وتكوين مجلس تشريفي، وأبلغوهم أن ختام محاضراتهم ستنتهي إلى مناقشة الوزراء ورئيس الوزراء الانتقالي، الذي بالفعل كان الترتيب للقائه ولكن في اليوم الموعود ظهر حميدتي بدلاً عن حمدوك، فكانت تلك القشة التي قصمت ظهر المعمل أكدت بياناً عياناً الارتباط بالعسكر، الذين يبغضهم أهل المقاومة ففروا هاربين بعضهم عبر بيانات جماهيرية وآخرون عبر تقارير داخلية لتنسيقياتهم، التي ما زالت تدرس الأمر وبعضها تجاهله تماماً لثقة في الأداء ومنسوبيه، الذين لم تغيرهم أو تبدلهم موجات الاستقطاب الحادة والنفسية في ذات الوقت.
وإن كان هذا المعمل لا يعتمد في نشاطه على تقارير إعلامية، لكن يبدو الفشل ظاهر على نواصيه فقد ظهر ميثاق سلطة الشعب كما ينبغي، إلا من بعض النقاط التي يبدو تأثير المعمل فيها واضحاً وهي فترة العامين للفترة الإنتقالية، يعقبها قيام انتخابات هي فترة نشاط المعمل وتوابعه من منظمات، فلجان المقاومة بالجهد الذي بذل والأرواح التي أزهقت ليس لها مصلحة في انتخابات غير مضمونة العواقب، بلا ترتيبات مسبقة نعم أنها سيدة الساحة وتستطيع أن تقهر أي مكون يتحداها، لكن لن تفرز الانتخابات المبكرة غير واقع أقرب لمانحن عليه الآن..
دمتم والسلام..
نقلا عن صحيفة الميدان
التعليقات مغلقة.