ساخر سبيل | الفاتح جبرا يكتب: رمضان الكيزان
متابعات/ الرائد نت
شهر رمضان شهر التوبة والغفران من فضائله أنه أنزل فيه القرآن هدى للعالمين، وإذا ما أردنا أن نعرف فضل هذا الشهر فلا أدل على فضله من أن يقول الله جل وعلا فيه {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ}، فإذا كان الحق سبحانه وتعالى قد أنزل القرآن في هذه الشهر المبارك مبيناً أن القرآن هو حامل منهج الله، وهو المعجزة لتصديق رسول الله صلى الله عليه وسلم فهل هنالك تكريما أجل لهذا الشهر الفضيل ؟
غير أن أشرار كيزان العهد المشؤوم قد خصصوه للتعدي على حرماته من قتل النفس التي حرم الله الا بالحق وانتهاك الاعراض وترويع الآمنين واغتصاب الحرائر وحرق القرى والحضر ؛ قتلوا فيه ٢٨ ضباطاً في عام ١٩٩٠م بأبشع الطرق وحتى الآن لا يدري ذويهم أين قبروا وكيف دفنوا ؟ في مسلك خسيس لا يتماشى وأبسط تعاليم الاسلام وعلى ذات النهج سار القتلة الفجرة أعضاء اللجنة الأمنية للمخلوع فقد خصصوه لمجازرهم منذ انقلابهم على الثورة المجيدة في ١١ابريل ٢٠١٩م ؛ نفذوا فيه أبشع جرائم القرن وهي مجزرة القيادة العامة ضد أبناء الشعب السوداني الثائر، هذه المجزرة التي تمثل أبشع أنواع الجرائم ضد الإنسانية وتعد حرب إبادة جماعية فقد فاق فيها القتلى المئات من المواطنين الأبرياء فمنهم من اغتصب ثم حرق ومنهم من تم رميهم في النيل احياءاً مكتوفي الأيدي والارجل في مشهد تقشعر منه الأبدان، غير تلك الأعداد الكبيرة من المعاقين والمبتورين وفاقدي البصر الذين خلفتهم تلك المجزرة وما زالت هناك اعداداً منهم في عداد المفقودين ؛ هذا غير المعتقلين في غياهب سجونهم الوحشية فلا يمر علينا هذا الشهر الكريم الا وارتكبوا فيه هؤلاء القتلة وصمة عار لا تمحى على جبين الإنسانية جمعاء حتى أتانا رمضان هذا العام وعلى طريقتهم نفذوا فيه مجزرة دارفور المأساوية في (كرينك) وما حولها أمام صمت خائن جبان من ابنائهم الذين يجلسون على كراسي السلطة الذين كانوا من قبل ينادون بأنهم مهمشين ومبعدين من مراكز السلطة وها هم الآن كل السلطة بايديهم ثلاثة منهم أعضاء مجلس سيادة وهو أعلى سلطة الان في البلاد بل تكاد تكون هي القابضة على كل السلطات وكل منهم بمثابة رئيس جمهورية ومنهم حاكم اقليم دارفور يضم ٥ ولايات من مجموع ١٨ ولاية من ولايات السودان ومنهم من هو قابض للمال العام ومنهم من يسيطر على أغلى ثروات البلاد وهو الذهب ، اي انهم يملكون المال والسلاح والقوة فاين هم من الذي يحدث لاهاليهم ؟ اليس هؤلاء من كانوا يتباكون عليهم وعلى ظلمهم وتهميشهم؟ أليس هؤلاء من حملوا السلاح للدفاع عنهم وعن حقوقهم ضد المركز؟ فها هم الآن في المركز وفي سدة الحكم فماذا هم فاعلوون يا ترى؟ هل خرست ألسنتهم؟ ما هو موقفهم من قاتل أهلهم الذي يجلس بجوارهم في السيادي الآن ؟ وما هو موقفهم ممن باعوا له الثورة وخانوها ولم يحركوا ساكن لنجدة اهلهم وتركوهم يواجهون مصيرهم لوحدهم؟ (أسئلة نتمنى أن نجد منهم من يجيبنا عليها).
في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صُفِّدَت الشياطين ومَردة الجن، وغُلّقت أبواب النار فلم يفتح منها باب ، وفتحت أبواب الجنة فلم يُغلق منها باب ، وينادي مناد يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار محروم”. رواه ابن ماجه.
قال عليه الصلاة والسلام : إِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ وَسُلْسِلَتْ الشَّيَاطِينُ . رواه البخاري ومسلم.
شهر عظمه وشرفه الله تعالى فاهانوه اشرار اللجنة الأمنية للمخلوع باستباحة دماء الأبرياء الصائمين القائمين وشهر ذكر فيه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم:إنه شهر تصفد فيه كل الشياطين الا شياطين هؤلاء الاوغاد الاشرار لم تصفد بل ازدادت شرا.
شهر يضاعف فيه الأجر في العبادات والطاعات الا هؤلاء الاشرار القتلة الفجرة كيزان العهد المشؤوم يضاعف لهم فيه العقاب إذ قال الله تعالى في سورة البقرة الآية(١٥): ( ٱللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِى طُغْيَٰنِهِمْ يَعْمَهُونَ).
فالتمادي في الظلم يعد أشد انواع العقاب فالهداية في هذا الشهر نعمة وارتكاب المعاصي فيه نقمة من أراد الله ان يهديه هيأ له سبل الطاعات ومن كره انبعاثه ثبطه بالمعاصي ، طال الزمن أو قصر سوف تقابلون الواحد الاحد الفرد الصمد ولن تمنعكم من عقابه قوتكم وجبروتكم قال عنه تعالى :(فَٱلْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْـًٔا وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) صدق الله العظيم.
كسرة:
اللهم أكسر شوكتهم ببركة هذا الشهر الكريم.
التعليقات مغلقة.