د. عصام بطران يكتب: قراءة الفنجان حول اتفاق حمدوك – البرهان .. !
متابعات/ الرائد نت
ازاحة المنظومة الاعلامية بالجيش والقوات النظامية !!..
… و لازال “فنجان” اتفاق “حمدوك – البرهان” يكشف الخفايا والاستجابات لمقتضيات مابين سطور الاتفاق .. واحداثيات هذه الحلقة “الثالثة” تكشف عن اتفاق “غير مكتوب” لازاحة منظومة عناصر اعلام واقلام وكُتاب القوات المسلحة والقوات النظامية “الشرطة، المخابرات” من المشهد اذ كشفت مصادر عن قرار قد صدر بنقل العميد ركن الطاهر ابوهاجة المستشار الاعلامي لرئيس مجلس السيادة الفريق اول البرهان ..وبذلك اكتملت الخارطة التي طالبت بها القوى المدنية في تصفية و”اسكات” مدفعية “الكلمة” خط الدفاع الاول عن القوات المسلحة والنظامية الاخرى مقابل ما تعرضت له من اغتيال ممنهج ربما وصل الى حد انحسار الروح المعنوية للافراد بداخل تلك القوات .. وتوثيقا لما ذهبت به اراء بعض الخبراء في الشؤون الاستراتيجية عن اجراءات عملية تمت عقب ٢٥ اكتوبر لكسر اقلام “اعلاميي” المؤسسات العسكرية تصدقه الوقائع والقرارات المتتابعة التي لم تبدأ بنقل “ابوهاجة” الاخير .. بينما سبقته اجراءات ازاحة لاثنين تمت احالتهما للتقاعد مؤخرا .. احدهما مسؤول الاعلام بجهاز المخابرات العامة والاخر مسؤول الاعلام والعلاقات العامة بقوات الشرطة اضافة الى انزواء القلم المدافع والمنافح عن المؤسسة العسكرية بحكم رئاسته لهيئة تحرير جريدة القوات المسلحة المقدم ركن ابراهيم الحوري ..
لم تكن اجراءات الازاحة محض صدفة او اجراءات روتينية ولكنها وردت ضمن مطالبات مدنية اشهرها التصريح الصحفي المنشور لحزب المؤتمر السوداني الذي رفض صراحة ما سماه الحملات الممنهجه ضد الاحزاب السياسية وتابع التصريح: “نتابع باستنكار شديد ومنذ قبل وقوع الإنقلاب “حسب ما ذكر بالتصريح” في الخامس والعشرين من اكتوبر ما ظلت تكتبه اقلام الضباط القائمين على امر جريدة قوات الشعب المسلحة من خوض في امور السياسة بالبلاد وحملاتهم الممنهجة ضد الاحزاب السياسية الوطنية … الخ” .. ذاك بجانب ما اورده العميد ركن ابوهاجة في مقالات سابقة لاجراءات الخامس عشر من اكتوبر كانت هدفا لافتا لاهتمام القوى المدنية اخرها كلمته الشهيرة لصحيفة عكاظ السعودية الصادرة يوم الجمعة ١٥ اكتوبر اي قبل ١٠ ايام من التغييرات التى اقرها البرهان في ٢٥ اكتوبر” قائلا انذاك: “الحكومة الحالية حلت نفسها بيدها واصبحت بلا مهام ولا كفاءات ولا أهداف منذ ان تخلت عن الوثيقة الدستورية معتبراً ان الحكومة حلت الحبل الذي يربطها بالشعب وصارت في حي آخر وباتت كالمنبت الذي لا أرضاً قطع ولا ظهراً ابقى” ..
حسب رؤيتي قد تم التخطيط من جهة ما عقب عودة “حمدوك” في نسخته الثانية لابعاد اقلام الجيش والقوات النظامية من منصات الاعلام .. وهذا في حد ذاته خطأ استراتيجي يمنح الذين يسعون الى اغتيال هيبة الجيش والشرطة مساحات واسعة للحركة من اجل تحقيق اهدافهم في اجراءات يدعون انها من صميم عملهم ضمن هيكلة المؤسسات العسكرية ..
عرفت المنظومة الاعلامية بالجيش والقوات النظامية بولائها المخلص الى المؤسسة العسكرية وهم في الغالب متخصصون في مجال الاعلام وفروعه المختلفة ولهم من الدراية والحنكة فيما متى يتحدثون حسب معطيات قراءة الميدان من اجل دعم الروح المعنوية للقوات وتماسكها والنأي بها عن التجاذبات والتقاطعات السياسية التي تستهدف القوات المسلحة والنظامية كمنافس تاريخي لها في الاستيلاء على الحكم نتيجة الصراعات السياسية للقوى المدنية والحزبية ..
التعليقات مغلقة.