بدر الدين حسين يكتب: قحت وكتاب الف ليلة وليلة.!!
الخرطوم/ الرائد نت
لقد اختلف الناس حول مؤلف كتاب (الف ليلة وليلة) هذا الكتاب الذي اطلق عليه الغرب كتاب ليالي السمر العربية، فمنهم من ذهب إلى ان مؤلف الكتاب شخص واحد، ومنهم من ذهب إلى انه لعدد من المؤلفين، لان القصص الشعبية الواردة فيه من كل انحاء الارض وتتفاوت ازمانها، الا ان ما اتفق عليه الجميع ان القصص الواردة فيه جيدة السبك، وفيها من صناعة الدهشة ما فيها، ومع ذلك تلامس واقع زمانها ومكانها.
ومثل ما اختلف الناس حول مؤلف كتاب الف ليلة وليلة، فانهم سيختلفون حول مؤلف اكاذيب قحت في حقبة حكمها، فقد نسجت من القصص والحكاوي والاتهامات ما يجعل (ابليس) في حيرة من امر هؤلاء القحاتة، الذين نشروا سمهم في كل عروق الوطن، وتباروا في نسج خيوط الاتهام علي الابرياء، ولبسوا عباءة الامام وهم لا يعرفون للوضوء نية، ولا يعلمون اهو بالماء ام الحجر.
فشهروا بالاسر العفيفة الكريمة، وجعلوا الاجرام والفساد صكا يوزعونه على كل معارض لهم ولطريقة اداراتهم للشأن العام، وهم فى يدهم السلطة، غير انهم عاجزون، لا يستطيعون بسط شعارات الحرية والسلام والعدالة، لانهم لا يؤمنون بها داخل اجهزتهم الحزبية، فكان من الطبيعى ان يدوسوها باحذيتهم النجسة، ويمزقون مواثيقها بأياديهم الملوثة بدماء شهداء الثورة التي عبروا فوق جماجم شهدائها، لينالوا نعيما حراما صدئا.
وهؤلاء الذين لا اثر محمود لهم في دروب السياسة السودانية، استطاعوا ان يؤلفوا نسخة قحتاوية من الف ليلة وليلة السودانية، واسهم في التاليف رهط كبير، فمنهم من نسج قصة ال٦٤ مليار دولار، ومنهم من نسج نثرية ال٢٠ مليون دولار الشهرية، ومنهم من نسج التهم وساقها إلى سوح القضاء، من تهم الانقلابات إلى الفساد والي مسرحية الحواتي (شاهد ما شافش حاجة النسخة السودانية) سيئة السبك والاخراج، رالتي كان دليلها الوحيد الذى بنيت علية الدعوة (الولو) – او كما نطقها عادل امام في المسرحية النسخة الاصلية.
العبث القحتاوي استنزف زمان العباد وطاقاتهم وبعض من اخلاقهم ودمر كل ممتلكات الشعب، وفي سنين حكمه لم يزرع شجرة، ولم يوصل خط للمياة، ولم يمد الكهرباء شبرا واحد، ولم يضف فصلا في مدرسة، ولم يطعم جائعا، ولم يطعم يتيما، ولم يضيف مروحة في موسسة علاجية. ولم ولم ولم..!!
لقد الفت قحت كتاب الف ليلة وليلة السوداني الذي تتجاوز صفخاته المليون صفحة وملأته بقصص القراى والزلزلة، ونصر الدين والمريسة، ومفرح والوثنية، وسلك والعلمانية، و عصمت والاحاجي الدولارية، وحمدوك والوعود السرابية، ومدني والجرادل المائية، ومناع والكذب، ووجدي ودكان الصواميل، وغيرها من القصص التي لم يحسنوا سبكها وارتدت عليهم.
حتما سيورخ التاريخ السوداني لأسوأ فترة حكم منذ الاستقلال لحقبة قحت وسنقرأ كتابها الف ليلة وليلة القحتاوي على احفادنا ليرددوا ان تلك امة خلت.
التعليقات مغلقة.