بالمرصاد | الصادق مصطفى الشيخ يكتب: العودة مستحيلة..

متابعات/ الرائد نت

ما يقوم به شباب وشابات المقاومة من صمود وبسالة في وجه آلة القمع الرسمي والقتل بختم الدولة وصولجانها، حتى خارت قواه وقلت عزيمته من كثرة الهزائم والخيبات التي تعني اكتمال العوامل الموضوعية لهزيمة الانقلاب، الذى أودع كارته الأخير بعد مرور ستة أشهر من البطش والقتل والتخريب لمؤسسات الانتقال الديمقراطي، المفترض أن لا يكون العسكر ضمن صفوفها مهما استدعت الضغوط الدولية والقارية، لكنها إرادة الهبوط الناعم الذى أتاه هذه المرة التغيير الجذري مع اتساع رقعة الحراك والقوى المطلبية التى تتزايد يومًا بعد آخر في ظل صمود أسطوري لشباب وشابات المقاومة البواسل..
الانقلاب الذى سقط رسميًا بتزايد القمع والقتل اليومي للعزل والأبرياء السلميين، ها هو يضحك العالم عليه وهو يمنح الفلول سلطات إقالة المعلمين الشرفاء، لمجرد أنهم طالبوا بتحسين ظروف الخدمة ومنح التعليم حقه المفروض الذي يذهب لجيوب أفراد من دعاة اتفاق السلام، ويذهب لشراء البمبان والرصاص بدلًا عن الدواء والطباشير، وإن راهن الانقلابيون على المجتمع الدولي والإقليمي الذي يجوب رماته أي الانقلاب عواصم تلك الدول هذه الأيام، فلن ينالوا غير الذلة التى يستحقونها حتى الأردن دخلت في خط الاستقطاب وسيل اللعاب لذهب السودان وأرضه الخصبة، فقد حج إليها منسوبي الفلول من الدرجات الدنيا بحجة العلاج وباطن الحساب القادم من إسرائيل، وما كان لهم الذهاب لتلك المناطق لولا خواء الفكر والخزانة التي جفت، بعد صعود جبريل وتنفيذه لموجهات التسجيل الصوتي المسرب عنه إبَّان رفضه ثم قبوله لمنصب وزير المالية، قال فيه إنه لم يكن ليقبل بالمنصب لو ضمن أن غيره يمكن أن يوفر للحركات المسلحة ما يجعلها تنافس وتفوز في الانتخابات وخص بالطبع حركته العدل والمساواة.
تلك النوايا حتى لو لم يجد ما يدعم به من سماهم فإنها أي النوايا هي التي هزمت مشروعه إن وجد، ودمرت اقتصاد السودان الذي وصل فيه الحال لمرحلة اليأس من الإصلاح حتى لو وزعوا للسودانيين كل ما بالخزائن العالمية، الأدهى والأمر أن تعتقد بعض الحركات المسلحة أن تهديدها بالعودة للحرب يمكن أن يخيف الشعب السوداني، الذي صارع أعتى الأنظمة التي كانت هذه الحركات موضوعة تحت إبطها وبرامجها ودعمها المباشر وغير المباشر، أما إذا أرادوا إرسال رسالة للمجتمع الدولي الذي ربط دعمه وإعفاء الديون بالسلام.. فالمعنيون معروفون بنضالهم، أما انتم فقد أصبحتم صيادون بلا شباك.. تمزقت شباككم بفعل العوامل الطبيعية، فقد ظلت الإنقاذ تطعمكم ولم تعلمكم الصيد الذي يتطلب اللحاق بتعليمه العودة لعبد الواحد النور وعبدالعزيز الحلو ومن خلفهم من القابضين على جمر القضية ونهضة السودان واستقراره، لا الارتماء في حضن من لا يفقه في هذه الفترة الانتقالية غير فض الاعتصام ومقولة منح من لا يملك لمن لا يستحق..

مرصد أخير،،
راج أمس أن إعلانًا سيتم من قيادة الجيش التى وافقت مؤخرًا على إبعاد الجيش عن السياسة، وأن الإعلان سيشمل تنحية البرهان ومجلسه، تزامن ذلك مع أخبار واسعة الانتشار بعودة الكباشي من الأردن، ذلك ذكرني بالأنباء التى راجت قبل اعتقال أعضاء من لجنة التفكيك، حيث ظهرت عناوين الصحف بالخط الآتي:
اتجاه لاعتقال سلك وعرمان..
وفي ذات التوقيت قال ود الفكي من خلال ندوة تحدث فيها بالقضارف إنه يعلم بعودته للسجن، وبدلًا من أن يمارس الاختباء خدمة للثورة وحماية لنفسه من الاعتقال الجائر كما ظل يردد، عاد وذهب للاعتقال مع سلك ووجدي وطه وبقى عرمان بالخارج يكتب خواطر نوعية الهبوط القادم غير مكترث بخواطر ماهر الجوخ..
كل تلك التداعيات متزامنة مع صمت فولكر المنتظر لانحسار الحراك الشعبي، تدل عن نية الدفع ببالونة اختبار تعيد عقارب الانقلاب بوجوه أخرى على طريقة أبنعوف ليتخارج البرهان ونائبه.
لكن الشعب اوعى اوعى والعودة مستحيلة..
دمتم والسلام..

نقلا عن صحيفة الميدان

التعليقات مغلقة.