شهب ونيازك | كمال كرار يكتب: الجنيه خرج ولم يعد
متابعات/ الرائد نت
في زماننا الماضي كانت نشرة الثامنة ليلًا بإذاعة أمدرمان تختتم أخبارها بالموتى والمفقودين، على شاكلة (خرج المدعو فلان من منزل ذويه بالحتة الفلانية ولم يعد حتى الآن، أوصافه كالتالي… الخ).
وكان شقيقي محمود يردد دومًا (الخرجوا ديل رجعوا ولا ماتوا؟ ويقترح نشرة خاصة توضح نهاية خروجهم بالعودة أو بدونها).
والجنيه السوداني يحتاج لمرافعة كاملة عن خروجه بلا عودة من منزل أهله ببنك السودان وتوهانه بين بقية العملات..
وانتهى أمر الجنيه السوداني يوم أن صارت الحكومة تقدر موازنتها بالدولار، وتتحدث عن ثمرات بالدولار، ولبس الوزراء طواقي البنك الدولي وقالوا بلسان الخواجات (التعويم هو الحل)..
وعام الجنيه بدون قارب إنقاذ، والنتيجة سيطرة مافيا السوق الأسود على التجارة الخارجية، ومعظم السلع تخرج من بلادنا عن طريق التهريب.
والنتيجة انعدام الاحتياطي من العملات الحرة في البنك المركزي، وأين الدولار؟ في السوق الأسود.. وهناك يتحدد السعر وتتم الصفقات..
وقل لي لماذا يرتفع سعر الدولار؟ لأن الحكومة نفسها أكبر مشتري، والمحفظة أكبر سمسار، والنظام المصرفي كله تحت إمرة السوق الأسود.
الداقسون الذين صدقوا حملة (حول قروشك في البنك)، ذهبت دولاراتهم وريالاتهم إلى الحرامية.. لأن البنوك (فتلت) الدولارات في السوق الأسود وقبض الفاسدون فرق السعر.
ولماذا لا يرتفع الدولار والطباعة (رب رب).. والإيجارات بالدولار، وأرباح المستثمرين تتحول لدولار من السوق الأسود، والذهب الخام ينقل بالتهريب إلى العمارة، والجرام يقاس بالدولار.
الخاسرون هم العمال وأصحاب المواهي والدخول الذين يستلمونها بالجنيه، والمزارع الذي يبيع إنتاجه بالجنيه، وست الشاي التي تتعامل بالجنيه..
والرابحون هم كبار الحرامية والمتنفذين بالدولة، والرأسمالية الطفيلية ووكلاء الشركات الأجنبية..
تستمر هذه السياسة لأن الحكومة تمثل (الحرامية) ولا تمثل الشعب.. تسقط بس
وأي كوز مالو؟.
نقلا عن صحيفة الميدان
التعليقات مغلقة.