إسحق أحمد فضل الله يكتب: لا شيء يحدث مصادفة
متابعات/ الرائد نت
و أمس في يوم واحد و ربما في الساعات ذاتها ما يتدفق على المواقع هو
التحسُّر على البشير
تخريج آلاف الحفظة في المزروب
زيارة البرهان لأمريكا / و كأنها إجابة على زيارة نائبه لروسيا
و الحديث عن قوش … و عودة … و إصلاح عاجل للبيت ..
و الأحداث هذه حين تتدفق من جهات بالسودان في وقت واحد يصبح تدفقها شيئاً يتخطى المصادفة إلى الحدث
……
في اليوم ذاته كان حديث يقول
اليمن … ضربت علي عبدالله صالح و ندموا
الليبيون ضربوا القذافي و ندموا
العراقيون ضربوا صدام و ندموا
و السودانيون ضربوا البشير و ندموا ..
أحاديث تصبح غريبة حين تتدفق في وقت واحد
لكن الأحاديث هذه يتخطاها حديث اللبات
( اللبات الذي كان هو مبعوث الإتحاد الأفريقي أول أيام قحت
و حديث اللبات الذي يتجدَّد الآن مع بداية مرحلة جديدة يصبح له معنى ضخم حين يعرف الناس حقيقة اللبات
الحقيقة التي هي نموذج لما يمكن أن يصنعه التشوية و حرب الإعلام
…
و اللبات هو …
لما كانت عصابات النقرز تروع بعض أنحاء العاصمة … في اليوم التالي مباشرة لقيام قحت كان إثنان من الأطباء الشباب ينظران إلى ما يجري و يعرفان ما سوف يقع
…. و يقرران العمل
في الأسبوع ذاته كان مكتب الإتحاد الأفريقي / أيام إبن عوف و قوش/ يرسل اللبات وسيطاً في السودان … بين المجلس العسكري و قحت
و كان الأمر يبلغ تعديل الوثيقة الدستورية …. في ما بعد … التعديل الذي يُصنع لصناعة حمدوك …
بعدها بقليل كان اللبات يقول لجلسائه في كورنثيا إنه
لم أوافق على التوقيع لأنني أعلم انه لا يمكن لبلد في الأرض أن يجعل رجلاً يحمل جنسية بلد آخر أن يصبح رئيساً للوزراء فيه ………
……
الطبيبان عندما يرون ما يحدث …./ الفوضى التي تطلق الخراب و تضرب القانون/ الطبيبان يبدأان العمل ..
و إلتقوا بأحد زعماء أنصار السنة … و حديث عن الخراب الذي يبدأ و عن ضرورة عمل شيء
قال : نعم
و لقوا …. و لقوا … و لقوا ..
و أمام دار إتحاد الفنانين كان الحديث مع سيف الجامعة و عبد القادر سالم
و قالوا نعم ..
و قالوا لأحفاد سرور و آخرين من الإدارة تجعل الأهلية
و حدَّثوا آخرين و آخرين
و حدَّثوا المندوب الأفريقي اللبات
…..
و قحت تشعر ببعض ما يجري
و ربيع يغلق هاتفه و آخرون
كان المخطط هو …. صناعة إرهاب يمنع كل أحد من فتح فمه … و لو حتى بصرخة الألم
…..
لكن معلومات قحت كانت تحتاج إلى تجديد
و قحت كانت تعتمد على حقيقة أن اللبات الموريتاني الجنسية و الشيوعي الذي يصنع جمعيات الإلحاد في موريتانيا كان رجلاً شديد الوعي … و شديد الإعتزاز
الإعتزاز الذي جعله يتعرف على عدوه الأول …. الإسلام
اللبات كان قد غاص في إسلام مثقف قوي ..
والإعتزاز هذا كان هو ما يمنعه من أن يغوص في نهر الجنون الذي كان يغرق السودان
و السفير البريطاني الشيوعي عرفان حين يجلس إلى اللبات في كورنثيا و يملي عليه ما عليه أن يفعل السفير يفاجأ بالموريتاني الضخم يطرده من الفندق ..
و العقل المنصف هذا الذي لا ينحاز إلى أحد كان يُحدِّث قحت في مقهى فندق كورنثيا لينصحهم بعدم معارضة الإنتخابات … و بعدم الدخول في الفترة الإنتقالية ..
قال : الفترة الإنتقالية تحرق من يدخلها …
( و بعد عام و نصف و بعد أن ينفض الناس من حول قحت كان اللبات يذكِّرهم بقوله هذا )
و مع هذا كان اللبات يرخي اللجام لمن يحب أن يرقص … و يجعل وفداً ضخماً يضم قحت و العسكريين و الفنانين و الأحزاب يطير إلى موريتانيا و يرقصون ليلاً طويلاً …
و اللبات ينظر و هو يعلم أن صباح السكرة هو الصداع
.. و الرجل الوسيط الذي يبحث عن حل لأزمة السودان كان يعلم أشياء أخرى
أشياء مثل أن إثيوبيا هي التي تنفخ في نار السودان
و أنها بعثت الإيقاد من قبرها للعمل …. و بالتعاون مع فولكلر و آخرين للإحتفاظ بالنار
….
و في الأُنس و بكل تجرد المثقفين كان الرجل يقول لكل الجهات …. قحت و غيرها … إن من يظن أن البلاد المسلمة يمكن ضرب الإسلام فيها هو شخص يجهل الإسلام و الشعوب و السياسة
( قال يوماً إن البلاد الإسلامية ما بين غرب إفريقيا و حتى شرق آسيا سوف تعود إلى إسلام قوي كامل )
أما عن السودان فقد كان يقول للسودانيين إنه عليهم الإستعداد لما بعد قحت …. و في وقت قريب
……
ما قاله اللبات قبل عام و نصف هو ما يصل إليه الناس الآن بعد المفاوضات الأخيرة
و السطور أعلاه كلها هي مفتاح المعادلة التي تجعل ما يحدث الآن مفهوماً
و بعض ما تجعله مفهوماً هو أن
السودان لم يمت و أن شابين إثنين فقط يستطيعان القيام بالمعجزات
و أن السودان مكشوف إلى درجة أن كل مثقف حقيقي فيه يستطيع رؤية ما يحدث غداً
و المفتاح أعلاه يشرح معنى عودة قوش … إلى منزله الذي يجري تجديده الآن
و يشرح ما يعنيه الحديث عن …. البحث عن شاهد قبر لقحت …