من أعلى المنصة | ياسر الفادني يكتب: ماذا تنتظرون ؟
الخرطوم/ الرائد نت
الحق ابلج والباطل لجلج ، الباطل ظهر جليا منذ أن جاء حمدوك وتشبس بالحكم في صدفة غريبة ، نهل ومن معه كأس المواجع وتجرع شراب الظلم من مياه بركة الحقد والتشفي الآسنة، ثورة أساسها خيانة ومتنها شعارات زائفة ومؤخرتها صناع الفشل ، من اشعلوها يريدون الآن أن يستنشقوا رمادها ليشتغل الجمر الذي تحته وتشتعل مرة أخرى ولم يستطيعوا إلي ذلك سبيلا ، صفحات في تاريخ هذه البلاد وثقت للفوضى ووثقت للظلم ووثقت للفساد ووثقت للديكتاتورية ووثقت للتشرذم والتشظي في بلد واحد ، صفحات كل من يطلع عليها من الجيل القادم يلعن من كان فيها حاكما
ماذا تنتظرون؟ بعد أن ظهر الحق ليس بالتهديد ولا بالابتزاز ولكن في قاعة المحكمة أمام من يمثلون العدل قضاة واتهام ودفاع ،سجناء رأي يمكثون في غياهب السجون زهاء الثلاث سنوات دون جريرة ، الجريرة التي دبجت لهم كانت من كذب وكانت إملاءات من أغبياء لشاهد زور أدعي أنه غُش عليه ، ظلم وطنه أولا وظلم نفسه ثانيا وظلم غيره ثالثا ،ولعل ضميره الداخلي أنبه وقال الحقيقة وانفجر باكيا ، نتاسف أن يكون هذه صفة حكومة جثمت على صدر الشعب ثلاثة سنوات هذا هو مسلكها وهذا هو منهجها
ماذا تنتظرون ؟ كل أسبوع تعقد المحكمة العليا جلستها وتعيد مفصولين فصلوا ظلما بلا قانون ولا أسباب في مجزرة تعتبر من أكبر مجازر الخدمة المدنية فصلا وتشريدا في العالم ، كانوا يدبجون لهذه المجازر المؤتمرات الصحفية في الصالات المضاءة ويقولونها علي الملأ : أنه تم فصل عدد كذا من مؤسسات كذا وكذا ويصفقون ، بعدها يستبدلون الذي أدنى بدلا من الذي فيه خير ، يعينون مكانهم من يريدون دون الشروط المعروفة في الإختيار للخدمة المدنية ، الآن رجع عدد منهم والباقون حتما سوف يرجعون بذات السياق وبذات القانون ، أعجبني كثيرا أساتذة جامعة الجزيرة الذين تم فصلهم ظلما لم يرجعوا برغم قرار رئاسة مجلس الوزراء بارجاع كل أساتذة الجامعات لكنهم لم يرجعوا وفضلوا ارجاعهم بالقانون مرفوعي الراس ومن كان راسه مرفوعا بعزة لا تؤثر فيه رياح الظلم وإن اشتدت …فلهم مني التحية وحتما يرجعون
ماذا تنتظرون ؟ بعد ان ذهب هؤلاء الاوباش بعد الخامس والعشرين وتنفس الوطن الصعداء وزال الطين الذي ظل عالقا فيه ردحا من الزمان إلى أن هطلت عليه أمطار التغيير وغسلت جسم الوطن تماما من الطين والقاذورات التي المت به ، ماذا تنتظرون ؟ بعد ان انقلب السحر علي الساحر فالسجان صار سجينا والجلاد صار مجلودا و(البال) صار مبلولا ، صدق من قال : (الدنيا دوارة) !
ماذا تنتظرون ؟ في الاستحقاقات التي من المفترض أن تكون علي أرض الواقع السياسي علي صعيد الحكم المدني ، ماذا تنتظرون ؟ في تعيين حكومة كفاءات؟ ماذا تنتظرون ؟ في تعيين رئيس وزراء جديد يقود الحكم المدني اسكاتا للخطرفات والإشاعات التي ظلت تطلق هنا وهناك بعودة العنقاء مرة أخري ومعها الغول !، (الكتير مسيخ) كما يقول المثل!
ماذا تنتظرون في الذين أتوا إلينا من الخارج ليعلمونا كيف نحكم أنفسنا وكيف نحكم هذه البلاد كأننا جهلاء لا دين لنا ولا عقل ولا فينا رشيد ولا فينا حصيف ولا فينا حكيم !، ماذا تنتظرون من هؤلاء غير التدخل السافر وخلق الفتنة بين أبناء الشعب الواحد ، هؤلاء يجب طردهم اليوم قبل الغد لأن لاخير فيهم إن مكثوا بيننا
إن طال الإنتظار كالذي نراه سوف يتعقد الأمر أكثر فأكثر وكفي ما تم من إنتظار ، يجب المضي قدما إلى الإمام فمتى يأتي السبت الأخضر الذي ننشده ، طال إنتظاري ليلة السبت !.