خطر الزئبق في ولاية نهر النيل.. مديحة عبدالله تكتب..

0

متابعات/ الرائد نت

… (1) ….

قام باحثون من جامعة النيلين والمجلس الأعلى للبيئة والموارد الطبيعية والجمعية السودانية لحماية البيئة بإعداد بحث حول التلوث بالزئبق في المناطق السكنية والمزارع في ولاية نهر النيل يناير 2022، وشهدت جامعة ولاية نهر النيل صباح الأحد الماضي انعقاد ورشة عمل لاستعراض نتائجه، حضرها عدد كبير من المختصين في مجال البيئة وأهل المناطق التي شملها البحث..
تم إجراء البحث لدراسة الآثار البيئية والصحية لظاهرة انتشار استخلاص الذهب من مخلفات التعدين الملوثة بالزئبق (الكرتة) بواسطة الأهالي باستعمال مواد كيميائية تهمها مادة الثيوريا في المزارع والمناطق السكنية بولاية نهر النيل بين مدينتي عطبرة وبربر، وتم عمل مسح ميداني عن طريق استبيانات للمواطنين، وأصحاب خلاطات استخلاص الذهب، وأخذ عينات من مكونات البيئة في المنطقة شملت الكرتة، التربة، المياه، النباتات، وعينات من بول ودم وشعر مواطنين وألبان البهائم، تم التحليل لقياس مستوى الملوثات الكيميائية وأهمها الزئبق بالمعمل المركزي بجامعة الخرطوم.
أظهرت النتائج الكيميائية تركيز عال من الزئبق في الكرتة والتربة المحيطة بأحواض الخلاطات، وكشف التحليل وجود مستويات عالية من الزئبق في مياه الشرب خاصة في بعض القرى التي تكدست بها أكوام الكرتة، ووصل أعلى تركيز للزئبق في مياه الشرب في قرية (بانت) كما أظهرت نتائج البحث احتواء (28%) من عينات البول، (7%) من عينات الدم على نسب عالية من الزئبق، وقد لوحظ أن معظم العينات الإيجابية من الأطفال بنسبة أكبر في قريتي (الكتيراب) و(بانت)، وخلت عينات شعر الإنسان وألبان البهائم وعينات النباتات وثمار المحاصيل من الزئبق ويرجع ذلك لقصر فترة وضع الكرتة في المنطقة، بينما أظهرت المقابلات مع المواطنين وجود حالات تسمم وحساسية وسط النساء والأطفال.
وتأتي معظم مخلفات التعدين من وادي العشار في ولاية البحر الأحمر، وأكثر من( 60%) منها يتم وضعه في مزارع الخضروات والنخيل، وحوالى (37%) في المنازل المأهولة وغير المأهولة، وأتضح أن أكثر من (75%) من أكوام الكرتة تقع على بعد (50) مترًا من المنازل المأهولة، كما أوضحت المقابلات وسط أصحاب الخلاطات أن معظمهم يترك المخلفات في المزارع والأماكن السكنية دون أدنى اهتمام بإزالتها عقب استخلاص الذهب مما يشكل خطرًا كبيرًا على البيئة!!

اترك رد