د. أحمد عيسى محمود يكتب: فصل الخطاب

0

الخرطوم/ الرائد نت

عالم جديد بدأ يتشكل من بين ألسنة اللهب الروسية. وقديما قيل: (مصائب قوم عند قوم فوائد). وأول غيث نزل علينا بردا وسلاما يتمثل في كشف المؤامرة القحتاوية بتفكيك الجيش. ولنا في ألمانيا عبرة. بالرغم من اقتصادها الكبير إلا أنها اعترفت بضعف مقدراتها العسكرية. الأمر الذي دعاها لتخصيص مائة مليار يورو لجيشها. وهذا يعني توديع أوروبا لعالم الرفاهية والدخول في عالم التسلح. وسوف تدفع إفريقيا القارة البكر ثمن ذلك بصورة أو بأخرى. أي هناك تسابق محموم بين الناتو والدب مستقبلا على الشراكة مع إفريقيا. وبالطبع للسودان أهمية قصوى في ذلك لكثرة موارده. سؤالنا المحير: هل يجوز لوطني غيور التحدث عن هيكلة الجيش بعد الذي جرى؟. وهل هناك شك في مقولة: (الجيش خط أحمر بعد اليوم؟). وليت المحاكمة بتهمة الخيانة العظمى تكون الترياق لكل قحتاوي مهووس وسفيه متطاول على حامي العرين ليكون عظة لغيره. أضف لذلك تبدل اللغة الدبلوماسية مع السودان. بدلا من العجرفة وقلة الأدب الغربية التي ميزت العلاقة بيننا وبينهم قرابة القرن من الزمان. ها هي بريطانيا تتدخل لإرجاع السودان للإتحاد الإفريقي. وليس بعيد عن ذلك نجد اقتناع الإتحاد الأوروبي بالتوافق على حوار يفضي لحكومة يقودها مدنيون. وأفضل ما توصل إليه الراعي الرسمي لقحت (فولكر) من قناعة بقوله: (نهاية المطاف حكومة مدنية ديمقراطية). عليه نرى أن المعطيات على أرض الواقع داخليا وخارجيا ليس في صالح قحت. لذا نخاطب البرهان بقولنا: (إن قحت تجري مجرى الشيطان من الدم في جسد الدولة السودانية. لذلك لابد من فصل الخطاب في الأمور الوطنية بقوة القانون. لأن التطاول على السيادة الوطنية بالعمالة الواضحة سوف تنتهي بالخراب. والوطن ليس برقصة في شارع الستين. أو جرعة خرشة بشارع النيل. أو شتيمة عسكري أمام القيادة. أو حرق مركز شرطي بالعاصمة. أو التهكم بالرموز الوطنية. الوطن يا غالي درة مصونة حث عليها الدين. فلا يعرف قيمة ذلك صاحب السيستم الغائب عن الوعي. أو المطلوقة عديمة الولي).

اترك رد