بعد الغروب | بدر الدين حسين يكتب: قوش.. مغالطات الظهور الثالث..!!

0

الخرطوم/ الرائد نت

صلاح عبدالله الشهير بصلاح قوش شخصية مثيرة للجدل، تتباين الاراء حولها، غير انها ربما تتفق حول شخصيته الامنية، ذات التاثير الطاغي، وذات البصمة الواضحة في تغيير مجريات الاحداث، فالرجل يتميز بشخصية قوية، وقادرة على اتخاذ القرار دون تردد، واستخدام متعدد الاتجاهات للمعلومة، وتسخيرها في اتجاهات السياسات التي يعمل من اجلها.

الخروج الاول لصلاح قوش من رئاسة جهاز المخابرات السوداني كان في اطار تنافس ( رجال حول الرئيس) وان كان هنالك اتجاه يتحدث عن ان هذا الابعاد كان لصراع بين تكتلات داخل الحزب الحاكم، الا ان الراجح ان تخوفات من امتداد نفوذ الرجل بعد ان تمكن من بناء جهاز مكتمل الاركان، واصبح دولة داخل دولة، جعل متخذ القرار يرى ان المصلحة تكمن في ابعاد الرجل عن هذا الموقع.

ولكن ما كان مثيرا للجدل هو العودة الثانية لصلاح قوش لرئاسة جهاز الامن والمخابرات، وهو ما ارجعه البعض لضغوط خارجية وراء هذه العودة، وان كان البعض يرى ان العودة الثانية جاءت تحت صراع الصقور والحمائم داخل المؤتمر الوطني، غير ان ثقافة العمل المخابراتي لا تقبل بمثل هذه العودة، مهما كانت الاسباب والمبررات.

لكن المهم في هذه العودة هل جاء قوش منتقما من أولئك الذين رموا به في دهاليز السجون، ومارسوا معه كل صنوف الضغط النفسي، والبدني، وحاولوا الذهاب به الي المحكمة للتخلص النهائي منه، ام انه جاء فعلا من اجل العمل المهنى.

الواضح ان قوش جاء بكل احمال الماضي وتاثيراته علي ذات قوش، والذي ينطلق من روح لا تقبل الهزيمة، فبدأ بتنقلات واسعة في اداراة الجهاز، ثم قضية عبد الغفار الشريف، والتي كانت جزء من تصفية هذه الحسابات، ثم ملفات الفساد التي تحدث عنها قوش وباشر فتحها عمليا، ولعل قوش استخدم كل مخزونه من الملفات، السياسية، والاقتصادية، والامنية، والاجتماعية، في فترة الولاية الثانية لجهاز الامن والذى غادره بعد ان شارك في نجاح الثورة السودانىة، حيث ضاق به رفقاء الامس، واصبح خارج اللعبة السياسية.

الا ان البعض مازال يعتقد ان لقوش ادوار قادمة في المشهد السياسى السودانى، وهولاء يرهقهم اي ظهور لقوش ولو علي مستوى اجتماعي او حتى رياضى، ويجعلون منه مادة تصب في خانة عودة قوش فاعلا سياسيا في المشهد السياسى، ولكن هولاء قد لا يدركون ان قوش لدى كل القيادات الوسيطة، وقواعد المؤتمر الوطني، والحركة الاسلامية وبعض من القيادات العليا هو بمثابة الخائن، وبالتالي رصيده هنا صفري.
اما الاحزاب الأخرى وخاصة مكونات قحت، فانها تضعه في خانة العدو، فهي تعلم امكانيات الرجل، وكمية الدهاء الذي يتمتع به، بالتالي فان اي دور له في هذه المرحلة غير مرحب به، وهذا يعني ان صلاح قوش ليس امامه غير كتابة مذكراته، خاصة وانه يعيش في خلوة، ربما لم يجدها في كل سنواته الماضية، فقد اصبح الرجل الان جزء من التاريخ لا فاعلا في المستقبل.

اترك رد