متابعات/ الرائد نت
(1)
الحقيقة التي لا يطالها الشك أبداً أن برنامج أغاني وأغاني يظل هو البرنامج الأشهر والأكبر في تاريخ كل القنوات السودانية وهو الأعلي مشاهدة وكذلك هو أكثر البرامج حصداً للرعايات الإعلانية .. وتلك حقائق يجب أن لا نقفذ فوقها ويجب تثبيتها بالضرورة ..وتلك المكانة الرفيعة التي يحتلها البرنامج .. صحيح هي وضعية جماعية يساهم فيها الكثير من الأفراد من حيث الإعداد والترتيب والتنفيذ والتحضير .. ولكن كل ذلك النجاح الباهر يعود للأستاذ السر قدور .. فهو يمثل العنصر الرئيس .. والنقطة المحورية .. ولايقل السر قدور شانا وعبقرية عن أهرامات ثقافية وإبداعية كبيرة ليس في في العالم العربي وهو المتمسك بثقافته وخبرته السودانية عرفه المبدعون في القاهرة ، المسرحيون والإعلاميون والفنانون والقصاصون والمطربون والشعراء والصحفيون والكتاب ورواد الطباعة والنشر وعشقته أزقة القاهرة ومقاهيها وشوارعها يطلق سخريته على الأشياء والأحياء ويدندن بكلمات أغنياته الجديدة في وسط البلد غير آبه للمندهشين من حوله من الأشقاء المصريين.
(2)
وشهر رمضان تقترب أيامه يبدأ الجميع في الترقب والإنتظار لبرنامج أغاني وأغاني .. وحالة الترقب تلك لا تطال المشاهدين وحدهم ولكن حتى الفنانين ينتظرون فرصتهم للإطلاله عبره لأنهم يعرفون قيمته وقدرته في تقريبهم للمستمع السوداني .. ولكن كل تلك الأمال والتطلعات في هذا العام تحديداً ربما لا تكتمل بعد الأخبار التي رشحت عن الحالة الصحية لأيقونة البرنامج الأستاذ السر قدور الذي يعاني وضعاً صحياً حرجاً هذه الأيام .. حيث ذكر الأستاذ صلاح جلال(يرقد بالقاهرة الفنان الشامل السر أحمد قدور فى ظروف صحية قاسية ، حسب مصادر زارته أمس وعادت بالحسرة والعبرة تخنق الصدور لفداحة الإهمال الذي تعيشه الرموز الفنية في البلاد .
.كذلك تأتي معاناة الاستاذ السر قدور مزدوجة حيث ترقد السيدة زوجتة ورفيقة دربه بالعناية المكثفة في حالة غيبوبة منذ شهر مضى
لقد ذكر من زاره من الأصدقاء أنه عجز عن تصويره من قساواة الحالة والمشهد ويقول أن الفنان السر قدور يرقد بمنزلة بضاحية المعادي فى ظروف صحية قاسية جداً فقد أصبح عبارة عن هيكل عظمى لا يأكل الطعام ويعتمد على المحاليل فى حالة يرثى لها من عدم العناية الصحية الكافية وقد بدأ يفقد التركيز الذهنى مع فقد الشهية للطعام .
(3)
وأكدت المصادر أن السفير السودانى بالقاهرة يعلم بمرض الاستاذ السر قدور لم يعوده ولم يتصل به وبأسرته وقد زار القنصل مشكوراً زوجته بالعناية المكثفة مرة واحدة ولم يعاود الاستاذ الشاعر السر قدور فى منزله بالمعادى .. تلك هي الوضعية الصحية الراهنة للأستاذ الشاعر السر قدور .. وهي وضعية ربما تصبح مهددا كبيراً لبرنامج أغاني وأغاني الذي يعتمد كلياً علي القدرات الجمالية لهذا المبدع الجميل ..نسأل الله له العافية حتى يعود مجدداً ..
(4)
ولد السر قدور في مدينة الدامر في النصف الأول من الثلاثينات، وانتقل وهو يافع إلى أمدرمان التي عاش بها حياة عريضة حتى انتقاله إلى مصر عام 1974م. عاش قدور وتربى في بيئة فنية مادحة وشاعرة، ومنها تشرب حبه للفن واستمد الأساس الذي بنى عليه حياته الفنية. ولم يتلق السر قدور دراسة أكاديمية منتظمة، لكنه اعتمد على تعليم الخلوة ثم التثقيف الذاتي الذي خلق منه مثقفا عصاميا فذا، يناقش ويحلل ويفسر ويكتب في كل قضايا الفكر والفن والثقافة والسياسة.
(5)
في أمدرمان احتك قدور بكل طبقات المجتمع واتجاهاته، عايش السياسيين خاصة الأنصار وقيادات حزب الأمة في دار الأمة والصحف الاستقلالية، خالط الشعراء والفنانين والممثلين وتعامل معهم، دخل في الوسط الرياضي من منطلق حبه للمريخ، وإلى جانب كل ذلك فقد التهم كل ما وقع في يده من كتب الادب العربي من شعر وقصة ورواية، و كتب في الفن والفلسفة والفكر والسياسة. ومن هنا صار صاحب السبع صنائع.
(6)
كتب الشعر الغنائي وتعرف على أساتذته الكبار العبادي وعمر البنا وسيد عبد العزيز وعبيد عبد الرحمن….الخ وشكل ثنائيات معروفة بدأها مع الفنان إبراهيم الكاشف في “قول ليهو قول ليهو، طار قلبي بجناح النسايم-المهرجان، الشوق والريد، ياصغير، وأرض الخير” ، ومع العاقب محمد الحسن الذي غنى له “يا حبيبي نحن اتلاقينا مرة” و”ظلموني الحبايب و قالوا لي أنسى ” ولحن العاقب لمحمد ميرغني “حنيني إليك” ولنجم الدين الفاضل “يا حليلك يا أسمر” والاثنتان من كلمات قدور.
نقلا عن صفحة اغاني وأغاني
كتبه سراج الدين مصطفى