بالمرصاد | الصادق مصطفى الشيخ يكتب: الثورة نقابة ولجنة حي
متابعات/ الرائد نت
ورشة الاتحاد الدولي للصحافة
تختتم اليوم حلقات الحديث عن تناول الصحافيين لقفاز انتزاع نقابتهم والجدول الزمنى الذي وضع لقيام الجمعية العمومية مارس المقبل، ورغم عدم وجود أي نتائج ملموسة أو معلنة من الجدول المطروح منذ العاشر من فبراير الحالي، خاصة أن عملية التسجيل إلكترونية بحتة شكا منها عدد من الزملاء لصعوبة التواصل مع الإيميل الوحيد المخصص للمتابعة، خاصة مع صحافي/ت الخارج والولايات، كنت أود أن أختم هذه الحلقات بحصر وافي للصحافيين في الواقع والأسافير وأطروحات مسودة القانون أو القانون، لكن طرأت مسألة ورشة متحف التاريخ الطبيعي التي قيل إن الاتحاد الدولي للصحافة قام بتنظيمها تحت عنوان (تعزيز السلامة الإعلامية)، قدمها الأستاذ عبود عبدالرحيم الذي قدمته المنصة كمدير السلامة المهنية بالاتحاد الدولي، وبغض النظر عن طرحه في الورقة التي أورد فيها أن الصحافيين يجب أن يعرفوا أنواع التظاهرات وأسبابها حتى يتمكنوا من التعامل معها وحماية أنفسهم من المخاطر، ودعا الصحافيين لحمل بطاقة تعريف صحفية، وفي ذات الوقت طالبهم بعدم إبرازها لأي جهة حتى لا تستغل ضدهم باعتداء المتظاهرين، ونبه لعدم تواجد الصحافيين داخل التظاهرات طوال الوقت وأن لا يسيروا مع بعضهم البعض، وأن لا يسجل في دفاتر لأنها ملفتة للنظر، وبرر ذلك بأنه لا توجد قضية أكثر قيمة من حياة الصحفي، ثم اختتم بأهمية توفير الحماية للصحافيين ليقوموا بدورهم المطلوب.
قبل الغوص في تفنيد هذه التناقضات لا بد من الإشارة لسؤال طرحه الصحفي ألكيني بيتر، وهو مدرب لوكالة رويترز للأنباء في ورشة للصحافيين السودانيين قبل سنوات قليلة من سقوط الإنقاذ، سأل فيها أو في الحقيقة أورد معلومة مفادها:
لم يتم حتى اليوم رصد وفاة صحفي سوداني أو اغتياله في تغطية حرب وسأل عن السبب، وتبارى الحضور كل في اتجاه لإجابة حتى أدركنا أن الجواب إن الإعلام السوداني لم يشارك أصلًا في تغطية المعارك الحربية، ولم يسعى لتكليف جنود أو ضباط من داخل المعركة لإرساء أدب الإعلام الحربى وإيجاده على الطبيعة.
ذكرت تلك الواقعة للربط بينها وبين حديث الأستاذ عبود، الذي صور المظاهرة كأنها معركة حربية أو مباراة في كرة القدم يمكن تغطيتها من الشاشة أو المذياع، ونسي عبود أن الإعلام الرقمي أفسد مفعول التغطيات الصحافية للتظاهرات، وقد فطن لها رجال الأمن والسلطات، فأضحوا يصادرون الهواتف النقالة منعًا للتوثيق ناهيك عن بطاقة صحفية، لا ندري الفلسفة من حملها وعدم إبرازها في مفهوم الاتحاد الدولي للصحافة، وبهذه المناسبة متى جرت انتخابات لهذا الاتحاد تم خلالها ترشيح الأستاذ عبود، وهذا يقودني لإيراد واقعة آخر اجتماع للصحافيين قبل التقسيمات كان بقاعة المصارف التي كانت تشهد اجتماعات مكونات الاعتصام والقوى المدنية، حيث تحدث مفتي محمد سعيد كممثل للصحافة الرياضية في الاتحاد الدولي، وطالب بالتعاون لتسديد الاشتراكات بعد أن قلل من الجهد المبذول لوحدة الصحافيين وتكوين نقابة بعد حل الاتحاد، فأنبرى له الجوخ وحسام حيدر وأبانوا له عدم شرعية تواجده في الاتحاد الدولي بعد الثورة وهو ما ينطبق على الزميل عبود، اللّهم إلا إذا كانت فورمات الترشيح أتت في ظل تواجد وزير الإعلام في الاعتقال إبَّان انقلاب ٢٥ أكتوبر المشؤم.
الأمر اللافت في الورشة هو انعقادها بمتحف التاريخ الطبيعي وهو المقر المعروف لطيبة برس، التي أسسها فيصل محمد صالح ومحمد لطيف المقرب من البشير، فلماذا لم تتم الإشارة إليها كما جرت العادة.
وبعودة إلى الموضوع نسأل فقد تشابه البقر علينا ولم يأتينا عبود بالخبر اليقين، هل الاتحاد الدولي للصحافة مع أو ضد تغطية الصحافيين للمظاهرات، وحالة السودان لم تشهد أي اعتداءات أو ضرب صحافيين، إنما تم لفئات أخرى كثيرة وما تم للصحافيين تم خارج نطاق دائرة التظاهرات.
كان أفيد للصحافيين السودانيين بوجهات تدريب حقيقية في ظل انعدام الفرص، وكان أسلم أن تقدم الورقة شبكة الصحافيين لأنها التي تواجدت بالميدان وما زالت، أما مسك العصا من المنتصف وطلب الحماية للصحافيين داخل المظاهرات فهو آذان في مالطة أو طلب دواء من طاحونة.
لم تكن على الإطلاق مخرجات هذه الورقة مبشرة في تزامنها مع نشوة إنطلاقة كنا نظنها ستغير الواقع القديم.
دمتم والسلام..