زيارات حميدتي الخارجية “الربح والخسارة” .. محمد عثمان الرضي يكتب..

0

الخرطوم/ الرائد نت

العلاقات الخارجية تنبني على أساس المصالح والمنافع المشتركة لا على العواطف وردود الأفعال والإنفعالات اللحظية والتكتيكية التي لاتسهم في دفع العلاقات المشتركه إلى الإمام

ظلت بوصلة العلاقات الخارجية وطيلة الفترة الماضية غير واضحة المعالم وتتحكم فيها وبصورة واضحة حالة التخبط والإرتباك والإتتقال من معسكر إلى معسكر من دون أي دراسة أوتأني وقطعا هذا التخبط والإرتباك أفقد السودان الكثير وانعكس ذلك سلبا على المشهد السياسي برمته

الزيارات الخارجية المتعددة لنائب رئيس مجلس السياده الفريق أول محمد حمدان دقلو للعديد من الدول على المحيط الإقليمي والدولي في خلال الأيام الماضية لم يكن لها مردود إيجابي على أرض الواقع وإذا نظرنا لها من خلال منظار الربح والخسارة

زيارة نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو إلى دولة جنوب السودان كان من المتوقع منها تطورات إيجابية ويترجم ذلك من خلال تنفيذ بروتوكولات اتفاق جوبا الموقع مابين الحكومة الإنتقاليه والحبهة الثورية ومازالت بنود الاتفاق تشهد تعثر واضح وبالذات في ملف الترتيبات الأمنية الذي أدى إلى إنهيار كافة الإتفاقيات الماضية

زيارة نائب رئيس مجلس السياده الفريق أول محمد حمدان دقلو إلى دولة الإمارات العربية المتحدة في خلال الأيام الماضية كان من المتوقع منها أن تثمر إيجابا في دعم السودان وذلك من خلال تقديم دعم عاجل من أجل إنقاذ مايمكن إنقاذه في تحسين الإقتصاد السوداني ولكن يبدو على أن دولة الإمارات العربية المتحدة لديها رؤيه مختلفه جدا في التعامل مع السودان في خلال الفترة القادمة ولربما لم تستوعبها الحكومة السودانية حتى الآن

زيارة نائب رئيس مجلس السياده الفريق أول محمد حمدان دقلو إلى دولة أثيوبيا كان من المتوقع منها إحداث موقف جديد حول سد النهضة لصالح السودان ولكن لم يحدث ذلك فمازالت أثيوبيا على موقفها الثابت حول ملأ وتشغيل السد من دون الأخذ في الإعتبار اي تقييم لدولتي السودان ومصر

زيارة نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو إلى دولة روسيا هذه الأيام تعتبر زياره مريبه من حيث الفكره والتوقيت في الوقت الذي حددت دول العالم موقفها من دولة روسيا بعد دخولها في حرب مع أوكرانيا واي زياره لاأي دولة إلى روسيا في هذا التوقيت يفهم منه مساندة ومؤازرة روسيا لحربها ضد أوكرانيا

العلاقات السودانية الروسية علاقه قديمه وراسخه وساهمت روسيا وبصوره قويه جدا في دعم السودان في مختلف المجالات الإقتصادية والعسكرية وهذه حقيقه لاينكرها إلا مكابر ولكن لابد من التأني في إتخاذ المواقف السياسية الخارجية وذلك لخطورته على السودان

غياب المستشارين والمتخصصين لنائب رئيس مجلس السياده الفريق أول محمد حمدان دقلو في شتى المجالات الإقتصادية والسياسية والخارجية والأمنية سيساهم وبصورة عاجلة في فشله الواضح بالرغم من توافر الإمكانيات المادية الضخمة واللامحدودة التي تتوافر للرجل والتي إذا وظفت التوظيف الأمثل قطعا ستكون عامل رئيسي في تقدمه إلى الإمام

في هذا التوقيت تحديدا لااتوقع أن يكون هنالك اي دور لدولة روسيا تجاه السودان وذلك لسبب بسيط جدا وذلك لإنشغالها في حربها مع أوكرانيا الذي تسبب لها في عزله وقطيعه دولية

في السابق كان لدولة روسيا رغبة اكيدة في الإنفتاح الإقتصادي على القارة الأفريقية وكانت تعول على السودان للعب دور كبير في هذا المجال والسودان مؤهل لذلك لعدة إعتبارات ولكن مستجدات الأحداث في دولة روسيا اليوم لربما يتسبب ذلك في إعادة النظر في العديد من سياساتها الخارجية

اترك رد