من أعلى المنصة | ياسر الفادني يكتب: ولد لبات لا مرحبا

0

الخرطوم/ الرائد نت

نذر شؤم حلت على هذه البلاد في الأعوام الفائتة ولا زال ينوء بحملها هذا الوطن حتى الثقلان فيه ، طيور أليفة طارت وهجرت وكناتها بسبب الصقور الجارحة إلا البوم الذي يعشق ويستلذ بالخراب فقد بقي ، هذه الصقور تنقض كل مرة على هذا الوطن ومن فيه كالفريسة ، صقور في هيئة بشر جاءت إلينا من لدن ولد لبات حتى فولكر يحملون العمالة في ثوب حل الازمة السودانية ولا يقدمون حلولا وإن قدموا يقدمون أزمة جديدة وطينا يزيدونه بلة من يمشي فيه يغرق في وحله ولا مناص له من النجاة

ولد لبات ذلك الموريتاني اختير بعناية لولادة طفل سياسي مشوه لا يستفاد منه صغيرا وحتى وإن بلغ الحلم ، ولد لبات وضع ومعه آخرين أول مسودة قبيحة لإدارة هذه البلاد في الشأن السياسي، ولعله كان في زيارات ماكوكية حينها ذهابا وإيابا لهذا البلاد للتخطيط ومشاورة عدو البلاد رقم صفر ، مكث أيام وأيام وصنع الوثيقة الدستورية وخرجت صفحات سوداء ضيعت البلاد وجعلت أهلها بتاشكسون فيما بينهم لم يحتكموا بها ولم يرموها وظلت هكذا اسفينا دق اسنانه في خاصرة هذا الوطن

الوثيقة وضعها هذا الرجل على عجل لا من أجل حل أزمة هذه البلاد في طريقة حكمها بعد سقوط البشير، بل ليحقق لنفسه بطولات أنه أدار أزمة السودان بحكمة وتوافق على طريقة حكم ديمقراطي لفترة إنتقالية ، ولد لبات أراد بوضع هذه الوثيقة أن يعطي نياشين وانواط تؤهله لدولية رجل فض النزاعات العالمي ، مكاسب شخصية نالها هذا الرجل لكنها كانت في الخراب وليس في البناء

السؤال الذي يطرح نفسه ماهو وضع الوثيقة الدستورية الآن؟ هل جمدت أم يراد إلغاء مواد فيها أم ألغيت؟، المنطق يقول أن الوثيقة الدستورية كانت بين طرفين هما المكون العسكري وبين قوى الحرية والتغيير ، المكون العسكري لازال قابضا على زمام الحكم وزادت قبضته بعد الخامس والعشرين، قوي الحرية التغيير اطيح بها وأصبحت خارج المشهد السياسي وتذكي اوار النار كل مرة ضد الطرف الاخر الذي وقعت معه وتصفه بالانقلابي

قوي الحرية والتغيير صرحت أنها بعد الانقلاب لا تعترف بالوثيقة الدستورية وما جاء فيها ، الجسم الذي يمثل قوي الحرية والتغيير الآن وتعترف به الحكومة هو مايسمي بجناح الميثاق وهنالك جناح آخر أخذ مسمى الجناح المركزي و أخذ وضعية العداء والمعارضة ، الطائر عندما يختلف جناحاه ويكيدان لبعضعهما يفقد الطائر التوازن ويسقط مغشيا عليه وربما يلقي حتفه ، إذن الوثيقة فيها طرف واحد بكفة واطراف تشظت وليست علي قلب رجل واحد بكفة أخرى ، هذا كله من فعل هذا الموريتاني الذي بنى هذه الوثيقة على باطل ومن بني على باطل حتما سيفشل

لا خير في مجييء هذا الرجل إلى السودان مرة أخرى فالذي يضع الفشل أول مرة حتما سيفشل إن عاد مرة أخرى ، ماذا استفدنا نحن من الاتحاد الأفريقي؟ لم نسمع به ساهم في مشاريع تنموية في هذه البلاد لم نسمع أن الاتحاد الافريقي دعم خزينة الدولة بمبلغ كذا للمساعدة في إنجاح الفترة الإنتقالية ، في الفترة الفائتة من عهد البشير إلى هذا اليوم ظل هذا الجسم باصما بالعشرة على كل القررات التي تصدر ضد السودان ويغلف ذلك بأن الاتحاد الأفريقي يري كذا وكذا ولا رؤية له ولايسمع صوته ، جسم هزيل ولد ولا خير فيه إن لم يعدل …

ماذا يريد هذا الرجل؟ هل يريد أن ينشل الوثيقة الدستورية من البركة الآسنة التي وقعت فيها ، وينظفها من عفنها ويعود بها مرة أخري في شكل جديد؟ ، أم يريد أن يصفق لفولكر ويؤدي له فروض الولاء والطاعة ويقول له : سر نحن معك ولو استعرضت بنا البحر لخضناه معك ، هل عنده جديد؟ هل يأتي بمنظومة جديدة حملها في شكل (ديلفري) ! ؟

على الحكومة أن ترحب به بإعتباره ضيفا وإكرام الضيف واجب ولو كان ثقيلا…. ويسمع منه لكن لا تدعه يدق إسفينا آخرا كما دقه من قبل ، المثل السوداني يقول ( الزول كان أباك بختك في الراكوبة ) ! ، فليمكث في راكوبته ويقضي أيامه وليذهب من حيث أتى ….فلا اهلا به ولا مرحبا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.