خارج السياق | مديحة عبدالله تكتب: أطفالنا في الخلاوي .. بلاغ عاجل!
متابعات/ الرائد نت
كشف المجلس الأعلى بولاية شمال دارفور عن اغتصاب (20) طفلًا من قبل شيخ الخلوة بمحلية (أمبرو) شمال غرب الفاشر، مما أدى إلى حدوث اذى جسيم بالأجهزة التناسلية لبعض الأطفال المغتصبين، وتم القبض على المتهم وترحيل (10) إلى مدينة الفاشر لتلقي العلاج العضوي والنفسي.
ويمثل هذا الانتهاك الصارخ لحقوق الأطفال نموذجًا صغيرًا لحالات انتهاك بشعة تجرى بحق الأطفال في بعض الخلاوي وبعض المدارس وفى الطرقات والأسواق وأماكن التجمعات، يتم التغاضي عنها لأسباب كثيرة حتى من قبل الأسرة، خوفًا من الفضيحة أو من سطوة المغتصبين ونفوذهم، مما يجعل حياة وأمن وخصوصية أطفالنا في خطر، لأسباب ترجع في الأساس للفقر والحرمان والوضع الهش للأسر وتنصل الحكومة من القيام بواجبها الاجتماعي، وعدم الاهتمام بالشأن الاجتماعي من قبل الإعلام والأحزاب والجامعات.
في فترة الحكومة المدنية شهدنا بارقة أمل للاهتمام بالأطفال في الخلاوي، حيث قام المجلس القومي لرعاية الطفولة واليونيسف بابتدار حملة لعودة أكثر من (10) ألف من أطفال الخلاوي لأسرهم أغسطس 2020، تتراوح أعمارهم ما بين (5-18 عامًا) إبَّان فترة العمل لمواجهة جائحة الكورونا، وتم إغلاق الخلاوي للحد من انتشار المرض ولم شمل الأطفال مع أسرهم، وذكر المجلس أن الخلاوي تؤثر على الأطفال بشكل كبير لأنهم لا يحصلون على فرصة لتلقي مجموعة متنوعة من المواد التعليمية، ويعرض الاكتظاظ في الخلاوي لخطر الاستغلال والعنف والإهمال والحرمان من الدعم النفسي والاجتماعي، مما يؤكد أهمية وجود استراتيجية لوضع الخلاوي في إطار مؤسسي يتيح فرصة مراقبتها وحماية الأطفال من الانتهاكات وتلقي جوانب تعليمية اخرى تؤهلهم لحياة أفضل.
وقع الانقلاب اللعين ليضع عقبة في سبيل أي مجهود لحماية الأطفال في الخلاوي وغيرها، وها نحن نشهد حادثة اغتصاب في شمال دارفور مما يؤشر لوجود خطر داهم على أطفالنا في الخلاوي، مما يتطلب رفع أقصى درجات الاهتمام بهؤلاء الأطفال، من قبل المجتمع بمؤسساته المختلفة رغم الظروف السياسية القاسية، وتركز الجهود على التحرر من الانقلاب وهزيمته والانعتاق من تبعاته السيئة، فالشأن الاجتماعي هو سياسي بالدرجة الأولى لأنه يعنى المواطنين بالذات الأطفال في شؤون وتفاصيل حياتهم بكل ما فيها، وهذا الاهتمام بالذات هو الذي يعطي العمل السياسي حيويته وديمومته.