جدو احمد طلب يكتب: الدعامة .. أي زمان أي مكان

0

الخرطوم/ الرائد نت

تَعدٌ الهجرة غير الشرعية إحدى أخطر الظواهر التي برزت في القرن الحادي والعشرين، بالنظر إلي الأعداد المتزايدة للمهاجرين غير الشرعيين، وأعداد الضحايا ممن ابتلعتهم أمواج البحر الأبيض المتوسط أو ممن تاهوا في متاهات الكثبان الصحراوية، إضافة إلى الذين أصبحوا ضحايا لعصابات التهريب والإتجار بالبشر ، وقد شكل حلم الوصول إلى أوروبا الدافع الأساسي للعديد من مواطني دول وسط وشرق أفريقيا واتخاذ السودان محطة عبور لهم وتمثل الطرق الصحراوية على الحدود المشتركة بين السودان وليبيا ومصر احد اهم المعابر الرئيسية لعمليات الهجرة غير الشرعية، وكما أن التوافد المستمر للمهاجرين بطريقة غير شرعية يلقي بظلال سالبة على الاقتصاد السوداني حتى وان لم يستطع هولاء المهاجرين إكمال رحلتهم بسبب الرقابة المستمرة التي تقوم بها قوات الدعم السريع المنتشرة علي الحدود وتعمل تلك القوات وتبذل جهوداً مكثفة لتحقيق أهدافها فيما يتعلق بتأمين الحدود والقضاء على ظاهرة تهريب البشر نهائياً من خلال احكام حلقات العمل بين الدوائر ذات الصلة داخل قوات الدعم السريع والتي تعمل بالتنسيق مع القوات النظامية الأخرى واللجان المختصة بذلك .

ولا يختلف اثنان في أن التطور الملحوظ الذي حٌظيت به قوات الدعم السريع بشكل واضح وسريع في أداء مهامها وعملياتها العسكرية ، جعلها تشارك بفاعلية في مواجهة مختلف تحديات ومهددات الأمن القومي وقد انتشرت قوات الدعم السريع بشكل واسع لتأمين الحدود شرقاً وغرباً وجنوباً وشمالاً للتصدي لكافة أشكال الجريمة العابرة والمنظمة بما فيها الإتجار بالبشر وتجارة المخدرات والأسلحة وتهريب المواد الغذائية وغيرها من الأعمال غير المشروعة ، وقد أفلحت قوات الدعم السريع علي نحو واضح، في بسط هيبة الدولة على امتداد حدود الوطن المترامي الأطراف ، وقدمت المئات من الشهداء والجرحى خلال معاركها في عصابات الإتجار بالبشر وغيرهم من مستخدمي الحدود كمعابر للجريمة .

وكما لعبت دوراً كبيراً في محاربة كافة مهددات الاقتصاد الوطني والتصدي لتهريب السلع عبر الحدود وأمس الاول القريب تمكن متحرك القوات المشتركة المنفتحة على حدود أفريقيا الوسطى من ضبط عدد كبير المواد الغذائية كانت في طريقها للحدود وليس هذا فحسب بل امتد عمل قوات الدعم السريع الى اجراء تمشيط صحراء ليبيا وهنا نذكر أنها قد أنقذت العديد من الشباب الذين يتعرضون من حين لآخر لعملية التهريب غير الشرعية التي قد تؤدي بحياتهم إلى الجحيم..
كما لا ننسى دورها الإنساني بمنطقة الشفرليت الحدودية وهي تقدم المساعدات الإنسانية لمن تقطعت بهم السبل وسط الصحراء بجانب عثورها علي جثامين ضحايا الصحراء الذين تمت مواراة جثامينهم الطاهرة بالشفرليت.

وليس هذا فحسب بل لعبت قوات الدعم السريع دوراً اجتماعياً مهماً يتمثل في إجراء المصالحات بين السكان المحليين من المناطق المشتركة مع دول الجوار واستطاعت فرض هيبة الدولة في الداخل ، وكانت الحارس الأمين لمقدرات السودان على الحدود، فضلاً عن تنفيذها عمليات ضخمة احبطت فيها تهريب المئات من المتسللين وضحايا الإتجار بالبشر بشمال دارفور مع حدود السودان مع ليبيا وتشاد.

أخيراً نشير إلى أن قوات الدعم السريع تنتشر انتشاراً واسعاً علي طول الشريط الحدودي بكثافة وفاعلية موجودة في كل الثغرات التي يشتبه في أن تكون معبراً للجريمة المنظمة من هجرة غير شرعية وتهريب الأسلحة والمخدرات والجماعات الإرهابية وعلي الرغم من أن السودان دولة مترامية الأطراف ومتعددة المناخ والبيئات من جبلية إلي صحراوية إلى غابات بحكم موقعه الجغرافي، إلا أن قوات الدعم السريع تمكنت من التأقلم مع كل الظروف وقد تم تجهيزها وتدريبها للعمل في كل الأوقات..
عزيزي القارئ دعني أختم هذا المقال بسؤال: بربك أي قوات في دولة عربية أو أوربية تقوم بهذه الأدوار في وقت واحد ؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.