عثمان ميرغني يكتب: الهلال والأهلي.. هزيمة البلدين

0

متابعات/ الرائد نت

عصر الجمعة مرت بهدوء مباراة الهلال السوداني ضد الأهلي المصري، في ظل أجواء مشحونة بالتوتر القديم والجديد.. رغم أن الرياضة أسهمت في الماضي في عودة العلاقات بعد طول احتراب بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين.
كانت الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي أنشبت أظافره في العلاقات الدولية على نطاق العالم أجمع، و تقسم العالم إلى ثلاثة خنادق ، المعسكر الشرقي تحت رعاية حلف وارسو، والمعسكر الغربي تحت حماية حلف الناتو، وبين هذا وذاك دول عدم الانحياز التي تمثل الاحتياطي المستتر لكلا المعسكرين..
في ظل هذه المواجهات المستمرة بين قطبي العالم، كانت العلاقات ترتفع درجة حراراته لمرحلة الحمى فتقترب لحظة المواجهة العسكرية الكبرى كما حدث في أزمة الصواريخ في جزيرة كوبا، أو في بعض الأحداث الأقل مثل إسقاط طائرة التجسس الأمريكية فوق سماء الاتحاد السوفيتي.
ولم يكن أحد يتصور متى تنقشع هذه السحائب وتزول آثار ما بعد الحرب العالمية الثانية إلى أن زار فريق أمريكي لكرة تنس الطاولة الصين ولعب بعض المباريات، وتغير الطقس السياسي بصورة كبيرة عندما سرت نسائم الروح الرياضية في عروق السياسة، و أصبحت لحظة تاريخية فارقة بعدها بدأ ظلام الاحتراب الأيدولوجي والسياسي ينقشع لصالح عالم جديد فأطلق الدكتور هنري كيسنجر وزير خارجي أمريكا حينها عبارته الشهيرة (لقد حققت الرياضة ما عجزت عنه السياسة)..
هنا ، في شأن العلاقات السودانية المصرية تبدو الصورة مقلوبة، مباراة بين المريخ والزمالك قبل سنوات أثارت حرباً إعلامية بين البلدين، ثم – وهذا الأكثر إثارة للدهشة- مباراة السودان ليس طرفاً فيها، بين منتخبي مصر والجزائر أجريت في أم درمان كادت تطيح بالعلاقات الدبلوماسية بين السودان ومصر .. فازت الجزائر بالمباراة وخسر السودان مصر ودهما التاريخي.
و تكررت النكسات الرياضية التي تنقل من الاستاد الأخضر روحاً حمراء حمقاء حارقة لعلاقات الشعبين التاريخية.
أمس اضطر فريق الهلال التنازل عن ميزة الأرض والجمهور لصالح الهواجس الأمنية ، بدلاً من أن تصبح المباراة كرنفال فرح وتلاقٍ أخوي يعزز العلاقات التاريخية والمصالح المشتركة.
من الحكمة أن لا تترك العلاقات السودانية المصرية لـ(الحب والظروف) على رأي شاعرنا الكبير الصحفي فضل الله محمد في رائعته التي تغنى بها الفنان الكبير محمد الامين.
يحتاج الأمر لدراسة وعمل متقن.. لأجل علاقة بناءة ومصالح هائلة بين البلدية لصالح الشعبين..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.